الغارديان: الحكومة البريطانية تدرس خطة لاحتجاز اللاجئين في سجون على سفن في عرض البحر
حذر خبراءٌ الحكومةَ البريطانية من خطة تنوي اعتمادها تقضي بحجز اللاجئين في عبّارات قديمة داخل البحر، مؤكدين أن هذه الاقتراحات بعيدة جداً عن الجانب الإنساني، كما أنها ستكلف الحكومة مبالغ باهظة، حسبما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
يأتي هذا التحذير بعد سلسلة من التسريبات كشفت عن أفكار مثيرة للجدل أثيرت في الآونة الأخيرة داخل الحكومة لمنع عبور المهاجرين إلى المملكة، منها إرسال المهاجرين إلى مراكز في جزر نائية في جنوب المحيط الأطلسي، أو بناء مرافق في مولدوفا والمغرب وبابوا غينيا الجديدة، كما ضمت الأفكار احتجاز اللاجئين في منصات التنقيب عن النفط، أو منعهم من عبور القناة بآلات الموجات والحصار.
عبارات قديمة: لكن مصادر مطلعة أكدت للصحيفة أن إحدى الخطط التي ما تزال قيد المتابعة تتضمن وضع طالبي اللجوء في عبّارات قديمة قبالة الساحل البريطاني.
من جانبهم، قارن خبراء هذه الخطة مع سجن HMP Weare العائم في ميناء بورتلاند عام 1997، إلى أن أغلق عام 2006.
قبل إغلاقه، وصفت كبيرة مفتشي السجون الظروف على هذه السفينة بأنها “تعسفية وخانقة”، وخلصت إلى أنها عبارة عن “حاوية بالمعنى الحرفي والمجازي”.
يؤكد السير ديفيد نورمنغتون، السكرتير الدائم في وزارة الداخلية بين أعوام 2005-2011، أنه توجد أوجه تشابه بين سجن HMP Weare والاستخدام المحتمل للعبّارات القديمة للتعامل مع المهاجرين.
يشير إلى ظروف ذلك السجن الذي افتتح للتخفيف من اكتظاظ السجون، بينما لم يكن مناسباً كثيراً، وكان من الصعب جداً تزويده بالمؤن، وقد عاش من كان في داخله ظروفاً خانقة.
لا تجدي نفعاً: المسؤول البريطاني السابق أكد أن وضع اللاجئين على عبّارات قديمة لا يساعد في شيء، فهم -اعتباراً- موجودون على أراض بريطانية، سواء في البحر أو البر، وهو ما يلزم المملكة بموجب القانون المحلي والدولي برعايتهم والنظر في طلباتهم بشكل قانوني وآمن.
كما قال نورمنغتون إن إرسال المهاجرين إلى الخارج “لا يجدي نفعاً”؛ لأنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق مع البلاد التي تستقبلهم، وأضاف: “هؤلاء بشر، يجب معاملتهم بطريقة لائقة وبما يتوافق مع القانون، لا بد أن نحافظ على سلامتهم، ولا بد أن يدفعنا إحساسنا الوطني باللياقة وسمعتنا الدولية إلى الوفاء بالتزاماتنا بموجب اتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين”.
وقد أثارت هذه الإجراءات قلق بعض الشخصيات في الحكومة البريطانية. إذ قال السكرتير الدائم الحالي لوزارة الداخلية البريطانية ماثيو ريكروفت إن “كل شيء مطروح على الطاولة” لدراسته، رغم أنه من المفهوم أن معظم الأفكار التي كان من المقرر طرحها هذا الأسبوع قد استُبعدت بالفعل.