بعد 5 سنوات من الصخيرات… المغرب يلقي بثقله في الأزمة الليبية؟

بعد 5 سنوات من اتفاق الصخيرات الذي وقع في المغرب، عادت المملكة للواجهة مرة أخرى بعد إشادة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بدورها تجاه الأزمة الليبية.

رئيس مجلس النواب الليبي، قال إن تفاهمات بوزنيقة التي عقدت مؤخرا في المملكة، كانت محطة مهمة في مسار الحوار “الليبي الليبي”، وأنها تلقى القبول من طرف الشعب الليبي.

واختتمت في مدينة بوزنيقة المغربية الجولة الثانية من جلسات الحوار الليبي منتصف الشهر الجاري، حيث أعلن طرفا الصراع التوصل إلى “تفاهمات شاملة حول معايير اختيار شاغلي المناصب السيادية”.

وجاء في البيان الختامي لوفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبيين أن “انجازات جولات الحوار بين وفدي المجلسين تشكل رصيدا يمكن البناء عليه للخروج بالبلاد إلى الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي”.

وأكد صالح خلال ندوة مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أمس السبت، على أن المغرب وفر كل الإمكانيات لليبيين من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.

مهد الطريق

وعن دور المغرب في المشهد الليبي، قال الأكاديمي المغربي محمد بودن، إن “الدور المغربي بقيادة الملك محمد السادس مهد الطريق أمام الليبيين منذ اتفاق الصخيرات في 2015، وصولا إلى مسار بوزنيقة، الذي مثل الخطوة الأولى التي اخترقت الجمود الذي طبع الأزمة الليبية طيلة أربع فترات انتقالية عاشتها ليبيا”.

وأضاف بودن في حديث صحفي أن “الرؤية الملكية للملف الليبي تنطلق من المصير المشترك الذي يجمع المغرب بليبيا، فضلا عن الحرص على مصلحة ليبيا وسيادتها، ولذلك فالمغرب يتمتع بثقة الأطراف الليبية من الغرب والشرق والجنوب”.

واعتبر بودن أن “المغرب قدم حتى الآن مساحة هامة لتحريك المسار السياسي، وبعدها تواصل انعقاد جلسات حوار بين الليبيين في أكثر من عاصمة، وهو زخم إيجابي ساهم فيه المغرب”.

ورأى بودن أن “المغرب انتقل بالوضع بين الأطراف الليبية من القطيعة إلى نوع من التفاهم، وهو نجاح في حد ذاته للدبلوماسية المغربية وقدرة على تصحيح العلاقة بين برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة”.

واعتبر أن “الجهود المغربية حازت على تأييد دولي كبير من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وتجمع دول الساحل والصحراء وعدد من البلدان”.

الأهداف الطموحة للدور المغربي تتجلى في بناء الثقة من جديد بين الليبيين وإبراز أفضلية الحل السياسي على الحلول الأخرى، وتطوير أرضية مشتركة بين الليبيين، بحسب بودن، الذي أشار إلى أن ما يؤكد ذلك هو ترحيب المغرب بكل التطورات الإيجابية التي تتمخض عن المسارات الأخرى من بينها ما تمخض عن المسار العسكري في جنيف.

تحريك العملية السياسية

من جانبه، قال الكاتب المغربي يوسف الحايك، إن “المغرب كان دائما قطب الرحى في تحريك عجلة العملية السياسية في ليبيا، والأقدر مقارنة مع باقي التحركات الإقليمية والدولية لتقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف النزاع فيها”.

وأضاف في حديث صحفي أن “اتفاق الصخيرات سنة 2015، ظل مرتكزا لكل الجهود الدبلوماسية التي تلته لنزع فتيل الحرب، في ظل الدعم الأممي لمخرجاته وصولا إلى اتفاق بوزنيقة”.

 ما هي نقاط القوة؟

ورأى أن “من أهم نقاط القوة في تعاطي المغرب مع الملف، هو إيمانه بأن الحل هو في يد الليبيين دون سواهم، بعيدا عن تدخل من أي طرف خارجي. “

وكان رئيس مجلس النواب الليبي، خلال لقائه الأخير بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أثنى على دور المملكة في نجاح المسار السياسي في بلاده.

ودعا الملك محمد السادس إلى مواصلة الوقوف إلى جانب ليبيا في أفق استكمال الاستحقاقات المقبلة بداية بتوحيد المؤسسات الليبية، مرورا بإقرار القواعد القانونية والدستورية، وصولا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وفي 2015 احتضن المغرب بمدينة الصخيرات قرب الرباط مفاوضات ليبية توجت باتفاق بين أطراف النزاع تحت رعاية الأمم المتحدة، أهم ما تضمنه تشكيل حكومة وحدة وطنية وتكليف الحكومة بممارسة السلطة التنفيذية وبرلمان طبرق بالسلطة التشريعية كما أعلن عن تأسيس مجلس أعلى للدولة، ولكن الخلافات السياسية عصفت بالاتفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى