المركزي الأمريكي يغرد مع بايدن.. التغير المناخي يهدد الاستقرار المالي
جاء أول تقرير يصدر عن الفيدرالي الأمريكي عقب فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، ليضع طريقا منسجما بينهما بشأن التغيرات المناخية.
حذرت مسؤولة في البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) من “مخاطر جسيمة” يطرحها التغير المناخي على الاستقرار المالي، داعية إلى تقويم هذه المخاطر والرد عليها.
وقالت لايل براينارد “من الضروري الانتقال من التعرف إلى المخاطر الجسيمة المطروحة جراء التغير المناخي على الاستقرار المالي، إلى مرحلة يحصل فيها تقويم صحيح ومعالجة للتبعات الكمّية لهذه المخاطر”.
ونُشرت تصريحات براينارد التي يجري التداول باسمها في الصحافة الأمريكية لتولي منصب وزير المال في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، لمناسبة التقرير النصف السنوي عن الاستقرار المالي.
ويأخذ التقرير في الاعتبار للمرة الأولى أثر التغير المناخي على الاقتصاد.
وانتقدت براينارد النقص في الوضوح من جانب الشركات إزاء التكاليف المالية لتعرضها الفعلي للمخاطر المرتبطة بالتغير المناخي.
وأشارت خصوصا إلى أن “الأسواق المالية تواجه صعوبات في تحليل المخاطر المناخية وتحديدها كمّياً”.
ولفتت براينادر إلى أن الأعاصير والعواصف والفيضانات وحرائق الغابات “قد تقود بالمستثمرين إلى إجراء مراجعة مفاجئة لتقديراتها بشأن قيمة مقتنياتها أو أصولها المالية”.
ولفت الاحتياطي الفيدرالي في تقريره إلى أن “التغير المناخي يزيد من الغموض والمخاطر الاقتصادية التي بدأنا للتو في دمجها بتحليلنا عن الاستقرار المالي”.
– تعهد أمتراك وصناع السيارات
تصريحات براينارد ليست الوحيدة في قضية تشغل بال الرئيس الأمريكي المنتخب، حيث تعهد مشغل السكك الحديدية الأمريكية أمتراك وصناع السيارات الأمريكيون بالعمل مع إدارة جو بايدن، الذي يريد دعم النقل الجماعي والسيارات الصديقة للبيئة.
وتريد شركات النقل الجماعي مساعدات اتحادية تصل إلى 32 مليار دولار. وتعهد بايدن بإتاحة خيارات نقل عام عالية الجودة ودون انبعاثات للمدن الأمريكية التي يقطنها 100 ألف نسمة أو أكثر بحلول العام 2030.
وتعهدت شركات صناعة السيارات الأمريكية بالعمل مع بايدن الذي وعد بإنفاق مليارات الدولارات لإضافة 500 ألف محطة شحن كهربائي وتمويل أبحاث البطاريات والعودة الكاملة لبرنامج سابق كان يقدم مزايا ضريبية للسيارات الكهربائية بقيمة 7500 دولار لمشتري سيارات تسلا وجنرال موتورز.
– وعود بايدن
وفاز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، بعد نجاحه في انتزاع ولاية بنسلفانيا من الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب وتخطّيه عتبة الـ270 من أصوات كبار الناخبين اللازمة للوصول إلى البيت الأبيض.
وكان بايدن قطع خلال حملته الانتخابية سلسلة من الوعود في مجال المناخ، من بينها، بالإضافة إلى العودة لاتفاق باريس المناخي، إقرار خطة بقيمة 1700 مليار دولار تهدف لبلوغ مرحلة الحياد الكربوني في الولايات المتحدة بحلول 2050.
وتتعارض هذه الرؤية تماماً مع السياسة التي انتهجها الرئيس الجمهوري منذ وصوله إلى البيت الأبيض والقائمة على الدفاع عن الصناعات المعتمدة على مصادر الطاقة الأحفورية والتشكيك في حقيقة التغير المناخي.
ومن بين أهداف اتفاق باريس الذي وقّع عليه 195 بلدا في ديسمبر/ كانون الأول 2015، حصر الارتفاع في معدلات الحرارة بـ1,5 درجة مئوية مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية.