كانا قيد الإقامة الجبرية منذ سنوات.. مسلم من الإيغور يجتمع أخيراً بزوجته وابنه بفضل الجنسية الأسترالية

تمكن صدام عبدالسلام، وهو رجلٌ من الإيغور المسلمين، ويحمل الجنسية الأسترالية، أخيراً، من لقاء عائلته التي كانت قيد الإقامة الجبرية في الصين، وقابل للمرة الأولى ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات، بعد وصول العائلة إلى سيدني، وذلك وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020.

زوجة صدام، وهي ناديلا ووماير، وابنه لوفي، كانا مُحاصَرين في مقاطعة شينجيانغ الصينية منذ عام 2017 ،بعد أن صادرت الشرطة الصينية جوازي السفر الخاصين بهما، ولم يُسمَح لناديلا ولا لابنها بمغادرة البلاد، على الرغم من الطلبات المتكرِّرة.

تعرّضت للتهديد

أكَّد عبدالسلام، الجمعة، أن عائلته هبطت في سيدني، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول، وتوجَّه بالشكر لنشطاء حقوق الإنسان والدبلوماسيين الأستراليين، ومن ضمنهم وزيرة الخارجية ماريز باين.

إذ تتعرَّض فئة الإيغور العرقية، ذات الأغلبية المسلمة في الصين، للاضطهاد من قِبَلِ الحكومة، ويخضعون للتعقيم القسري، وتُقمَع اللغة الخاصة بهم. وهناك ما يربو على مليون من الإيغور في مراكز الاحتجاز.

في وقتٍ سابق من هذا العام، قال عبدالسلام إن زوجته تعرَّضَت للتهديد من قِبَلِ الشرطة الصينية بعد أن أثار قضيتها ببرنامج Q+A على شبكة ABC الأسترالية في فبراير/شباط الماضي.

سعادة غامرة

نشر عبدالسلام تغريدةً على تويتر، يقول فيها إنه يشعر بـ”سعادةٍ غامرة” للمِّ شمله بزوجته وابنه.

إذ قال بهذا الخصوص: “لم أتصوَّر أن هذا اليوم سوف يأتي”.

وأضاف: “شكراً لهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والصحفية صوفي ماكنيل، وبرنامج Four Corners، وكل ناشط حقوقي غطى قصتي وأخبر العالم بما يحدث للإيغور. شكراً للمسؤولين الذين قرَّروا إعادة جواز سفر زوجتي لها”.

تزوَّج عبدالسلام، وهو مواطن أسترالي، ناديلا، وهي مواطنة صينية، في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ في عام 2016.

وأخبر النسخة الأسترالية من صحيفة The Guardian في مقابلةٍ عام 2019، بأنهما اكتشفا أن ناديلا كانت حبلى فيما كانا يقضيان شهر العسل. تقدَّمَت ناديلا بطلبٍ للحصول على تأشيرةٍ للمجيء إلى أستراليا، لكنه رُفِضَ، وعادت إلى شينجيانغ، لأنها كانت تعاني إعياء بسبب حملها، وأرادت أن تكون أقرب لوالدتها.

وبعد فترةٍ وجيزةٍ من عودتها، صودِرَ جواز سفرها، واكتشف عبدالسلام أنها نُقِلَت إلى مركز احتجازٍ في شينجيانغ، وحينها كان ابنهما يبلغ ستة أشهر.

طلب رسمي 

وجَّهته وزيرة الخارجية، عند ظهورها في برنامج Four Corners الذي تعرضه شبكة ABC في 2019، إلى الحكومة الصينية رسمياً بأن تسمح لناديلا وابنها لطفي بمغادرة البلاد.

من جانبه، قال مايكل برادلي، محامي عبدالسلام، إن جواز سفر ناديلا قد أُعيدَ لها قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، وإن العائلة تتطلَّع أخيراً إلى “بدء حياة مشتركة”. وقال: “من الغريب أن تقول السلطات إنها أعادت جواز سفرها وإنها تسمح لها بالسفر”.

وأضاف: “لذا تشبَّثنا بما وصلنا إليه وبدأنا في اتِّخاذ جميع الترتيبات. إنه وضعٌ غريبٌ أن تبدأ حياتك الزوجية بعد هذا التأخير وأن يلتقي صدام ابنَه لأول مرة الآن”.

صرح برادلي بأن ناديلا وابنها سوف يتكيَّفان مع البلد الجديد واللغة الجديدة، وهم “يريدون فقط أن يعيشوا حياةً طبيعية مثل أيِّ شخص”. وأضاف المحامي أن الخطوة التالية هي الحصول على الجنسية الأسترالية لناديلا.

وقال: “أبدت ماريز باين اهتماماً شخصياً بقضية صدام، وضغطت بشدة نيابةً عنه. وحالما اتَّضح أن بإمكان ناديلا وابنهما السفر، بذلت وزارة الخارجية كلَّ جهدٍ ممكن. لقد كانوا رائعين، لا يمكن أن يفي حديثي بحقهم”.

وأضاف: “الشيء الوحيد المتبقي الآن هو حصول زوجة صدام على الجنسية أيضاً، ولا ينبغي لهذا أن يمثِّل مشكلةً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى