قسيس إيطالي يتحدى تجار مخدرات بصلوات ومكبرات صوت.. يواجههم ليلاً ويهددونه بالذبح

متسلحاً بصلواته، ومكبر صوت، وأغاني جون لينون، يخرج الأب أنطونيو كولوتشياً ليلاً، في إحدى أخطر الضواحي التي يسيطر عليها تجار مخدرات في العاصمة الإيطالية روما، ليواجه هؤلاء التجار الذين يعملون في عصابات منظمة.

محاولة لإفساد عمل تجار مخدرات 

صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الأب كولوتشيا اعتاد السير في معظم الليالي في أزقة سان باسيليو، ويرنم الصلوات من خلال مكبر الصوت الخاص به أو يشغِّل رائعة جون لينون “عيد ميلاد سعيد (انتهت الحرب)” Happy Xmas (War Is Over).

الهدف من كل ذلك إفساد عمل تجار مخدرات يجنون ما يزيد على 250 ألف يورو من بيع الكوكايين إلى أبناء المنطقة وغيرها في عطلات نهاية الأسبوع.

يقول الأب كولوتشيا الذي يبلغ من العمر 45 عاماً للصحيفة البريطانية: “اعتاد تجار مخدرات جعلَ هذه الشوارع كما لو أنها ملك لهم، لكننا الآن هنا لنجعل الحياة صعبة عليهم”، وخلفه كان يقف ثمانية من ضباط الشرطة على الأقدام وأربع سيارات تحمل مجموعة أخرى من القوات، ما يكشف عن حجم الخطر الحقيقي الذي يواجهه.

وفي عام 2018، أطلق رجال عصابات النارَ على الأب كولوتشيا في منطقة بوليا جنوب إيطاليا، ومن ثم أصبحت الشرطة ترافقه قبل مجيئه إلى روما لإدارة ملجأ لأطفال الشوارع في إحدى الفلل التي كانت عصابة ماجليانا قد استولت عليها.

يقول كولوتشيا: “كان هدفي الاعتناء بالصغار المنحدرين من سان باسيليو، غير أنني قررت بعدها أنه من الأفضل معالجة المشكلة من المصدر، على الرغم من أنني عندما وصلت إلى هناك، كان تجار مخدرات يشيرون إليَّ بعلامة الذبح”.

سان باسيليو والمخدرات 

ضاحية سان باسيليو هي عبارة عن مجموعة من الكتل السكنية الواقعة على حافة المدينة، وفي الوقت نفسه عبارة عن سوق مخدرات تعمل على مدار 24 ساعة وتديره عائلات مرتبطة بمافيا “ندرانغيتا” القادمة من كالابريا، وهي إحدى الضواحي التي هيمنت عليها العصابات مثيرةً القلق بين السكان والمسؤولين في مجلس المدينة.

أصبح ألفريدو ماراندو، أحد سكان كالابريا المشتبه به في إدارته لصفقات المخدرات، بطلاً محلياً بعد توليه إدارة فريق كرة القدم في الحي، ويقول العقيد أنطونيو كاتيرينو، قائد شرطة روما: “تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة بين الشباب المحلي، لذا فإن خلق إجماع كهذا حول شخص ساعد في نمو تجارة المخدرات”.

تقرير كانت قد نشرته صحيفة The Times يوم السبت 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قالت فيه إن المافيا الإيطالية اتُّهمت بشراء نادي كرة القدم في روما ثم تخويف المنافسين لضمان فوز فريقها، في محاولة لكسب الدعم المحلي لصالح إمبراطورية تجارة المخدرات.

كذلك يُزعم أن ألفريدو ماراندو، 27 عاماً، وشقيقه فرانشيسكو، 23 عاماً، جَنَّدا موظفين يتقاضون رواتب، ووضعا مراقبين على أسطح المساكن الحكومية، وأبقيا النيران مشتعلة للتخلص من أوكارهم في حالة تعرضها لغارات.

كانت السلطات ألقت القبض على ماراندو، ومع ذلك يشتبه في استمراره في إدارة الأعمال من زنزانته، وفقاً للصحيفة البريطانية.

تجار مخدرات يأخذون من سان باسيليو مركزاً لهم – رويترز

وعلى الرغم من نفوذ تجار مخدرات في إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، فإن السلطات في إيطاليا وألبانيا نجحت في يوليو/تموز 2020، في تفكيك كارتل (اتحاد عصابات) كبير للمخدرات بين دول مختلفة وضبطِ بضائع وعقاقير مخدرة بقيمة 44 مليون يورو (49 مليون دولار).

جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من محاولات سلطات إنفاذ القانون التي تهدف إلى القضاء على أحد المصادر الرئيسية للمخدرات التي تدخل أوروبا، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.

حينها قالت قوات الشرطة والسلطات القضائية في البلدين إنها ألقت القبضَ على 37 عضواً في شبكة الجريمة المنظمة، وضبطت 3.5 طن من الماريجوانا والحشيش والكوكايين وبضائع وأصول أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى