تعرَّضوا لاختراق “خطير”.. “نيويورك تايمز” تكشف تفاصيل قرصنة حسابات مسؤولين كبار بأمريكا
وعقب إحاطة أعضاء اللجنة المالية، قال السيناتور رون وايدن الذي يعتبر من أشد منتقدي وكالة الأمن القومي والوكالات الاستخباراتية الأخرى، إن وزارة الخزانة الأمريكية أقرّت بأنها “تعرّضت لاختراقٍ خطير بدءاً من يوليو/تموز 2020، ولم يُعرَف حجمه الحقيقي بعد”.
ولم تعلم الوزارة بأمر الاختراق من الوكالات الحكومية المنوط بها حماية الوزارة من الهجمات السيبرانية، بل وصلها الخبر من شركة Microsoft التي تُدير قطاعاً كبيراً من برامج اتصالات الوزارة، وفقاً لوايدن الذي أكد أن “عشرات حسابات البريد الإلكتروني تعرّضت للاختراق، بالإضافة على ما يبدو إلى ما يُدعى بقسم المكاتب الوزارية الذي يعمل من خلاله كبار مسؤولي الوزارة”.
بينما قال مساعد لوايدن إن مسؤولي الوزارة أشاروا إلى أن حساب البريد الإلكتروني الخاص بوزير الخزانة ستيفن منوتشين لم يتعرض للاختراق.
50 مؤسسة تعرّضت لأضرار جسيمة جراء الاختراق
وخلال الأسبوع أعلنت الولايات المتحدة تعرّضها لهجمات إلكترونية، وقرصنة معلوماتية ضخمة تجري منذ شهور، وتم الاختراق من خلال برنامج لإدارة الشبكات من إنتاج شركة سولار ويندوز الأمريكية. واستهدفت الهجمات مؤسسات أمريكية حساسة.
وقبل يومين، أعلنت شركة الأمن السيبراني التي استطاعت تحديد الاختراق الواسع لوكالات حكومية أمريكية، عن تضرّر خمسين مؤسسة “بشكل بالغ”.
حيث ظهرت علامات ضارة في شبكات 1800 منظمة، عانت 50 منها من أضرار جسيمة، وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة “فاير آي” للأمن السيبراني.
وسلّطت أحدث الأخبار الضوء على الرسائل المتضاربة للإدارة حيال مصدر الهجمات وحجم الأضرار الحقيقي، بالتزامن مع تسريب المزيد من التقارير حول الأهداف. في حين لم ترد متحدثةٌ باسم وزارة الخزانة على طلب التعليق فوراً.
وتطرّق وزير الخزانة إلى موضوع الاختراق في وقتٍ مُبكّر من صباح الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول، قائلاً إن أنظمة الوزارة السرية لم تتعرّض للاختراق.
جلسة سرّية لمعرفة مَن يقف خلف “الاختراق الكبير”
كان منوتشين من بين عدد من كبار مسؤولي الحكومة الذين التقوا بمسؤولي الأمن القومي للمرة الأولى في البيت الأبيض يوم الإثنين من أجل تقييم الأضرار ونقاش كيفية التعامل معها.
وكانت الجلسة سرية، ولكن لو كانت تُشبه جلسات إحاطة الكونغرس في الأيام الأخيرة، فلم يُظهر مسؤولو الاستخبارات الكثير من الشك في أن الهجوم نفذه على الأرجح مخترقون مرتبطون بخدمة المخابرات الخارجية، أبرز الوكالات الاستخباراتية الروسية.
لكن يوم الإثنين لم يشهد أيّ إعلان ينسب الاختراق إلى روسيا، مما يعكس على الأرجح إحجام ترامب عن مواجهة روسيا بشأن الأمر وما أعلنه من شكوك في مدى خطورة الهجوم.
وكان الاجتماع، وفقاً لمسؤولٍ بارز في الإدارة، يهدف إلى “جمع المعلومات، والتحقيق، واتّخاذ الإجراءات اللازمة لعلاج” الاختراق. وغاب عن هذا الوصف التفكير في أي استعداد لتحميل المهاجم المسؤولية. كما لم يحضر ترامب الاجتماع.
وكانت قائمة الحاضرين للاجتماع بارزة، لأنّها قدمت بعض المؤشرات حول أجزاء الحكومة التي ربما تأثرت بالاختراق. إذ قال مسؤولو البيت الأبيض إن قائمة الحاضرين ضمت وزير الخزانة ستيفن منوتشين، ووزير التجارة ويلبور روس، والقائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف، ووزير الطاقة دان برويليت. وقد حدّدت التقارير الإخبارية تلك الوكالات في السابق على أنّها كانت من بين أهداف الاختراق.
وشارك في الاجتماع أيضاً مدير المخابرات الوطنية جون راتكليف، وكذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، ومدير وكالة الأمن القومي ومدير القيادة السيبرانية الأمريكية الجنرال بول ناكاسوني. بينما غاب عن الاجتماع وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كان من أوائل مسؤولي الإدارة الكبار الذين أقروا بأنّ روسيا كانت المسؤولة عن الاختراق على الأرجح، قبل أن يُقوّض ترامب مزاعمه. وناب عن بومبيو في الاجتماع ستيفن يجون.
وبصفته خبيراً سيبرانياً مخضرماً ومسؤولاً عن الدفاع عن أنظمة الأمن القومية، ظل ناكاسوني صامتاً منذ الكشف عن الاختراق. وداخل وكالة الأمن القومي والقيادة السيبرانية، قال المسؤولون إنّ هناك حالة إحراج غير عادية تنتاب الجميع لأنّ شركة FireEye الخاصة كانت أول من أعلم الحكومة بتعرضها للاختراق.