قبل الانتخابات… هل ينجح نتنياهو في استقطاب أصوات العرب في إسرائيل؟
وقالت قناة “كان” الرسمية، الأسبوع الماضي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال لأعضاء حزب الليكود: “لدينا مقعدين (خلال الانتخابات المقبلة من أصل 120 بالكنيست) على الأقل في المجتمع العربي”، حيث يعتزم نتنياهو تعيين وزير عربي مسلم في حكومته المقبلة.
استراتيجية جديدة
وخاطب نتنياهو الجماهير العربية في إسرائيل خلال زيارته لأم الفحم قائلا:”انظروا كيف يتعانق العرب واليهود في دبي وفي البحرين فلماذا لا يتعانق العرب هنا في إسرائيل؟ أنا لست ضد المواطنين العرب، إنما ضد الأحزاب العربية التي لا تعترف بالصهيونية وبدولة إسرائيل”.
وأشارت قناة “أخبار 12” العبرية إلى أن نتنياهو يبحث حاليا عن الصوت العربي وأنه غير الاستراتيجية المتبعة منذ سنوات طويلة، إذ لن يتم تصوير العرب كأعداء هذه المرة، حيث يحاول نتنياهو استغلال الشرخ داخل القائمة العربية المشتركة ويسعى لاستقطاب مؤيدين من داخل القطاع العربي.
وقالت القناة، إن الوضع الجديد مختلف كليا، حيث حدث تقارب واضح بين نتنياهو وبين منصور عباس زعيم حزب القائمة العربية الموحدة الذي ينتمي أعضاؤه للحركة الإسلامية، وسط أنباء عن محاولات يقودها عباس لخوض الانتخابات المقبلة بقائمة مستقلة سعيا منه للانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو، أو على الأقل توصية رئيس الدولة بتكليف نتنياهو عقب الانتخابات المقبلة مقابل امتيازات.
من جانبه، اتهم النائب العربي بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أيمن عودة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستخفاف بذكاء الجمهور العربي، واصفا إياه بـ “الكذاب”، بحسب إعلام عبري.
تصريحات عودة وهو رئيس القائمة المشتركة التي تضم 4 أحزاب عربية جاءت بعد زيارة أجراها نتنياهو، الأسبوع الماضي لمدينة أم الفحم العربية شمالي إسرائيلي لحضور تطعيم المواطن الإسرائيلي رقم مليون ضد فيروس كورونا.
وقال عودة في حديث لهيئة البث الرسمية إن نتنياهو:” حرض ضد المواطنين العرب واعتبرهم رعايا يمكن منحهم لقاحات ومزايا اقتصادية مقابل أصواتهم”، مذكرا بدفع نتنياهو لقانون القومية اليهودية، الذي يعتبره الكثيرون من العرب قانونا عنصريا.
محاولات قائمة
بدوره، قال القيادي في القائمة المشتركة، وعضو الكنيست السابق عن الكتلة العربية، محمد حسن كنعان، إن: “بنيامين نتنياهو لن ينجح في تحقيق أي تقارب مع القائمة العربية المشتركة، على الرغم من أن هناك تقاربًا في فترة ما مع مركب من القائمة وهي الحركة الإسلامية الجنوبية”.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه “بسبب تقارب نتنياهو مع هذا المكون، هناك إشكالية في تركيب القائمة المشتركة الآن وإعادة ترتيبها كما كان في السابق”.
وتابع: “دون شك ما حصل من تقارب مع نواب الحركة الإسلامية الجنوبية كأحد مركبات القائمة المشتركة يمكن نتنياهو من الدخول للشارع العربي، محاولًا اقتناص الأصوات العربية”.
وأكد أن “هناك حربًا وهجومًا واسعا على الوسط العربي والمصوتين في هذه المرحلة على أمل أن يتمكن نتنياهو من الحصول على عدد من مقاعد الأصوات العربية في النقب ومدن الساحل وغيرها”.
وأشار إلى أن “هذه المحاولات لن تنجح، حيث يدرك المجتمع العربي داخل إسرائيل جيدًا عنصرية وخباثة نتنياهو تجاه العرب، وهناك إصرار واضح من القائمة على تغيير نتنياهو، وكل الإمكانيات متاحة وقريبة جدًا لإنهاء حقبة هذا الرجل”.
أصوات عربية مؤيدة
من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن “نتنياهو يشعر بالخطر من عدم مقدرته على حسم الانتخابات القادمة خاصة أن المعسكر المعادي له هو من اليمين الذي ينتمي له لذلك بدأ التفكير بالاتجاه نحو العرب وخاصة ممثل الحركة العربية الإسلامية منصور عباس عيسى”.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن “نتنياهو يأمل في أن يحصل على تأييد منه، في حال قام نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة حتى لو لم يشارك منصور عباس بها”.
وتابع: “حدث تقارب قبل عدة أشهر بين نتنياهو ومنصور عباس مقابل وعود بالاهتمام بالوسط العربي، وقرر منصور أن يتغيب عن جلسة حجب الثقة عن حكومة نتنياهو – غانيتس”.
وأكد أن “نتنياهو لم يكتف بالوعد الذي حصل عليه من منصور عباس بل يسعى لوضع مرشح عربي في قائمة حزب الليكود للانتخابات القادمة وبذلك يضمن الحصول على أصوات مؤيدة لحزبه من الوسط العربي”.
واستطرد: “قد نشهد تراجعًا في مقاعد القائمة العربية مقابل تقدم في حزب الليكود وهذا ما سيتضح بعد تسليم الليكود قائمة مرشحيه للانتخابات القادمة، فنتنياهو بعد أن زاد الخناق عليه من اليمين الإسرائيلي لن يجد بالإضافة لحزبي شاس ويغودات هتوراة سوى تأييد من الوسط العربي وكل طرف يبحث عن مصالحه”.
وبحسب آخر إحصاء إسرائيلي رسمي، وصل عدد المواطنين العرب الفلسطينيين (مسلمون ومسيحيون) في إسرائيل (1,930,000) يشكلون 21 بالمائة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 9 ملايين و190 ألف مواطن.