في أول حوار صحفي له… الشريف الوافي يكشف عن ملامح برنامجه ورؤيته للفترة التمهيدية في ليبيا
وكشف الوافي في أول حوار صحفي له مع “سبوتنيك”، عقب إعلان ترشحه عن أهم النقاط التي يتضمنها برنامجه والقضايا التي سيعمل عليها خلال الفترة التمهيدية.
في البداية هناك الكثير من القضايا المهمة التي تنتظر المجلس الرئاسي الجديد في ليبيا… حسب رؤيتك ما هي أول الخطوات التي يجب القيام بها حال فوزكم بمنصب الرئيس؟
فيما يتعلق ببرنامج العمل، فإن المجلس الرئاسي له اختصاصات مختلفة عن الحكومة بدرجة قليلة، إلا أن هناك بعض التناغم بين المجلس الرئاسي والحكومة، حيث سيجرى العمل على إنجاز البرنامج خلال الفترة المحددة حتى نهاية العام.
الخطوط العريضة تتعلق بتوحيد المؤسسات والمصالحة الوطنية، وجبر الضرر وبناء الثقة، وعودة المهجرين، ووضع أرضية سليمة للانتخابات، وتمكين المفوضية العليا للقيام بدورها من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة للتمكين البلاد من إجراء الانتخابات خلال الفترة المحددة، وهو ما يصاحبه ضرورة الاهتمام بالشأن الأمني والاقتصادي.
المصالحة الوطنية يراها البعض من أهم الخطوات الواجبة… فما هي الآليات التي ستعملون من خلالها على تنفيذ هذا الأمر؟
المصالحة الوطنية هي ضرورية، حيث أنه لا يمكن تهيئة البلاد للسلم والانتخابات دون المصالحة الوطنية، ويترتب عليها عودة المهجرين والنازحين واستقرار الوضع، حتى نتمكن من اتخاذ الخطوات الأخرى.
بالنسبة لتوحيد المؤسسات كافة هي مهمة ليست بالسهلة وخاصة المؤسسة العسكرية، هل ترى أن الفترة حتى نهاية العام كافية لذلك؟
نتابع بحرص كبير كل ما توصلت إليه اللجنة العسكرية” 5+ 5″، وسنقوم بدعم المسار العسكري حتى يصل إلى حيز التنفيذ على الأرض، ونحن حريصون على خروج الاتفاق إلى حيز الوجود الفعلي.
بشأن القواعد الأجنبية والمرتزقة والاتفاقيات التي وقعت خلال الفترة الماضية… هل ستكون مهمة المجلس الرئاسي المقبل هي بحثها أم ستترك لما بعد المرحلة التمهيدية؟
فيما يتعلق بالقواعد العسكرية والمرتزقة، فإنه من المؤكد أن أي مواطن ليبي يرغب في خروج المرتزقة من البلاد، وحتى تكون البلاد مستقرة ولا يتم التغول من أي الأطراف.
بالطبع سنقوم بالتواصل مع الدول والمجتمع الدولي من أجل استقرار الأوضاع وخروج المرتزقة وإنهاء وجود القواعد الأجنبية في البلاد.
الوضع الاقتصادي بات يؤرق المواطن الليبي بدرجة كبيرة… فما هي رؤيتكم للجانب الاقتصادي بالتفصيل والخروج من الأزمة الراهنة؟
يعلم الجميع أن الفترة المحددة هي قصيرة جدا ومحددة، ومن جهتنا سنعمل على تحريك عجلة الاقتصاد بقدر المستطاع، وذلك من خلال الاعتماد على الخبراء ووزارة الاقتصاد، وبالرغم من كثرة الأولويات إلا أننا نضع الجانب الاقتصادي من ضمنها.
في ظل هذا التداخل الدولي الكبير في الملف الليبي… هل ترى أن المجلس الرئاسي الجديد قادر على التعامل مع كل هذا التباين، وكيف يمكن أن يعيد التناغم الليبي في العلاقات الخارجية بعيدا عن الصدام الحاصل؟
بالنسبة للتدخل الدولي في الملف الليبي، فإن المجلس الرئاسي والحكومة فهي نتجت عن حوار برعاية الأمم المتحدة، وبالتالي يجب أن يكون لدى الأمم المتحدة النية الكافية لاستقرار البلد بعد هذه الفترة الطويلة، وحين يكون التواصل جيدا مع الأمم المتحدة، فإن التفاهم سييسر الجميع من الصعوبات الحالية.
يرى البعض أن الفترة التمهيدية وهي أقل من عام قد لا تستحق المجازفة بالترشح ضمن السلطة السياسية، خاصة أنه لن يحق لمن شغل أي منصب الترشح في الانتخابات المقبلة… ما الذي دفعك للترشح هذه المرة ولماذا لم تفضل الترشح في ديسمبر المقبل؟
أتفق أن الفترة التمهيدية المحددة بعام واحد لا تستحق المجازفة، وأنا شخصيا أعتبر نفسي من الذين لديهم شعبية كبيرة بين الليبيين بمختلف الأطياف السياسية وجغرافيا ليبيا، وأنا شخصيا ليست لدي أي أطماع شخصية.
لم يكن لدي أي مساعي للحصول على الكرسي، كما أنني كنت دائما أبعد كل البعد عن أي شبهات الفساد، وكانت لدي الرغبة بالفعل للترشح لانتخابات الرئاسة الليبية المقبلة، إلا أن استقرار بلادي أفضل من أن أكون الرئيس في الفترة الدائمة، وهي معادلة صعبة وخطوة جريئة، حيث كسرت حاجز العبودية للكرسي والسلطة، وهو أمر صعب، إلا أنني متقبل هذا الأمر رغم أنه يحرمني من أن أكون رئيسا للبلاد لفترة دائما.
بشأن قضايا النزوح والتهجير في العديد من المدن… ما هي رؤيتكم لهذا الأمر وكيف يمكن إعادة الجميع إلى ديارهم؟
النازحون والمهجرون من القضايا التي تؤرقنا حتى وإن لم أكن بالمجلس الرئاسي، وقد حاولنا في أوقات سابقة حل الأزمة، إلا أن الصراع العسكري كان أحد العقبات، وبالتالي إن أصبحت على رأس السلطة فسنعمل على حل الأزمة، ولم شمل الأسر والعوائل والأهل بشكل جاد.
ما هي أبرز نقاط البرنامج الخاص بكم التي أعدت للتعامل مع الملف؟
كما ذكرت سنركز على توحيد المؤسسات بالدرجة الأولى، وجبر الضرر، وعودة النازحين والمهجرين، والمصالحة الوطنية وبناء الثقة، إضافة إلى الجانب الأمني، وتهيئة البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وتعويض النقص في الهيئة العليا للانتخابات، وتسليم السلطة في الوقت المحدد.
بالنسبة للجانب الروسي ما هي رؤيتكم في التعامل مع الملف الليبي والتعاون المستقبلي؟
روسيا دولة صديقة، ولها وجودها في ليبيا منذ فترة طويلة جدا، ولها أثرها على مسارات الأزمة الحالية، وهي من الدول العظمى، وقد تواصلت مع السلطات الروسية، وتأجلت زياراتنا لروسيا نظرا لضيق الوقت، وهي من الدول التي تربطنا بها علاقة جيدة.
كما أؤكد أن المجلس الرئاسي سيمد يده للجميع داخل ليبيا وخارجها، ولابد أن تربطنا علاقات صداقة وتاريخية متميزة، حيث أننا نحتاج إلى العالم الخارجي في الكثير من الأمور، ونحن نحتاج إلى الجميع في إطار العلاقات القائمة على التعاون والمصالح المشتركة.
أجرى الحوار لسبوتنيك / محمد حميدة