“كقطة تعبر الطريق”.. أول رواية مصرية حول الأزمة السورية
صدرت حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية رواية بعنوان “كقطة تعبر الطريق ” للكاتب حاتم حافظ، وتعالج الرواية موضوعًا شائكًا حول تجربة العيش في المنافي بعد أن اضطرت عائلات سورية للهجرة عقب الأزمة السياسية التي تعيشها بلادهم منذ العام 2011.
تنقسم الرواية لقسمين؛ في قسمها الأول (امرأة غاضبة.. رجل غاضب) يتناوب السرد بين راويين: عالية و(ميشيل) صديقها الفرنسي، نرى العالم من نظرتين؛ نظرة الشرق للغرب ونظرة الغرب للشرق، لكن لا الشرق صار شرقا ولا الغرب هو نفسه. وفي قسمها الثاني: (قطط برية) تعتمد الرواية على صوتين رئيسيين في السرد؛ الأول لـ”عالية” المرأة السورية التي تهرب بطفلتها بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية إلى سويسرا، حيث نالت فرصة اللجوء بزعم الخوف من القتل بسبب جريمة شرف، ثم تنتقل منها للعمل في باريس كمترجمة في إحدى دور النشر التي تدفعها الحرب للاهتمام بالأدب العربي وتكلف “عالية” بترجمة رواية تكتشف عبر تطور الاحداث خلال الترجمة أن كل الأماكن التي تدور فيها أحداث الرواية داخل سوريا لم تعد موجودة بفعل الحرب.
أما الصوت الثاني فهو لميشيل الفنان الفرنسي الذي تعرفت عليه عالية لحظة وصولها إلى سويسرا، ووقع في غرامها، وهو رجل كان يعيش أزمة وجودية دفعتها للتساؤل عن قيمة ما يقدمه كفنان في سياق التسليع. ومن خلال تطور العلاقة بينهما يمكن للقارئ التعرف على شخصيات أخرى تعيش مختلف أنواع الاغتراب تلعب أدوارًا فاعلة في السرد وتكشف عن جمالها الآخاذ قفزًا على فكرة الانتماء لهوية جغرافية أو لثقافة ما، تجمع الرواية المصري بالسوري والتونسي إلى جوار مهاجرة من بيلا روسيا فقدت زوجها بمجرد وصولها إلى باريس معتقدة ان الوصول إلى منفى ضمانة لحياة سعيدة، وتعاني كل هذه الشخصيات من رغبتها في تجاوز مأزق لحظتها الراهنة سعيًا إلى ضفة أخرى تصل إليها.
لا تتورط الرواية في اتخاذ موقف مما جرى أو يجري سياسيًّا لأن طموحها قراءة انعكاس الأحداث على الأشخاص العاديين، إنها التعبير الأمثل عن الأثمان التي يدفعها الناس في زمن التمزق والحرب.