قصة الرسوم المسيئة للنبي محمد التي عُرضت بمدرسة بريطانية لم تنتهِ.. الاحتجاجات متواصلة والمُعلم اختفى
صحيفة Times البريطانية قالت السبت 3 أبريل/نيسان 2021، إنه بدلاً من ذلك، خرجت الاحتجاجات على مدار يومين خارج المدرسة، وتدخَّل وزراء الحكومة، واختفى المُعلم الذي أُوقف عن العمل، بسبب الحادث، في ظل مخاوف من عدم تمكُّنه من العودة إلى المنطقة.
الرسوم المسيئة للنبي محمد عُرضت أكثر من مرة
فقد تبيَّن، الأسبوع الماضي، أن تلك الرسوم المسيئة قد عُرضت بمدرسة ويست يوركشاير في أحد الأعوام السابقة، من قِبل عضو آخر من أعضاء هيئة التدريس.
كما علمت صحيفة Times البريطانية أن الرسوم المسيئة، التي يُعتقَد أنها مأخوذة من مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، قد استخدمها مدرس آخر قبل أسبوع من الدرس الذي أدى إلى الاضطرابات.
من جانبه، اعتذر غاري كيبل، مدير المدرسة، الأسبوع الماضي، عن استخدام “صورة غير لائقة تماماً في درس للدراسات الدينية”، في أثناء إعلانه عن إيقاف المدرس للتحقيق معه.
جدير بالذكر أنه لم يتسنَّ للصحيفة الوصول إلى المَدرسة للتعليق على الحادث. واختلفت الروايات بشأن الدرس الذي أدى إلى إيقاف مُعلم الدراسات الدينية.
فيما يُعتقد أن المُعلم الموقوف عن العمل لا يزال تحت حماية الشرطة. وقالت جارته إنه وشريكه أُجبرا على تغيير أرقام هواتفهما. تتذكر الجارة، وهي من عائلة مسلمة، كيف انضم أطفال هذا المُعلم إلى أطفالها للاحتفال بالعيد معهم، حيث قاموا بتسليم بطاقات تهنئة لأسرتها.
قالت: “لقد علِموا بالعيد ولم نخبرهم حتى. في الواقع، كان أطفاله يصنعون البطاقات ويرسمون المساجد. لا أعتقد أنه ارتكب أي خطأ، والغالبية منا تقف وراءه”.
المُعلم “المتهم” اختفى
في السياق ذاته، اتُّهم الاتحاد الوطني للتعليم، الذي يعد المُعلم عضواً فيه، بأنه بطيء جداً في إدانة التهديدات. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ظهر أنَّ فرع كيركليس التابع للاتحاد الوطني للتعليم، قد تبرع لجمعية خيرية محلية تدعى Purpose of Life، نشرت اسم المُعلم على الإنترنت، مما عرَّض سلامته للخطر.
منذ ذلك الحين، أزالت جمعية Purpose of Life الخيرية، التابعة لإشراف لجنة الجمعيات الخيرية لإنجلترا وويلز، اسم المعلم من منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما قال ممثل الاتحاد الوطني للتعليم، إنه “خلافاً لما تذكره وسائل الإعلام أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الاتحاد يدعم أعضاءه بشكل كامل في مَدرسة باتلي غرامر منذ البداية، وسيواصل القيام بذلك مع استمرار التحقيق في المدرسة”.
أضاف الاتحاد: “من أجل أعضائنا وعائلاتهم وطلابهم وموظفي المدرسة والمجتمع بأسره، يجب إتاحة الفرصة للمَدرسة لمواصلة التحقيق، وتعليم طلابها بطريقة سلمية وهادئة بعد عطلة عيد الفصح”.
أكد فياز موغال، المؤسس المسلم لمنظمة Faith Matters، وهي منظمة وطنية للأديان، تنوع وجهات النظر في المجتمع الإسلامي فيما يتعلق بالوضع. وقال موغال إنه لم يكن يمانع عرض الصورة على طفله بالمدرسة، بشرط أن تكون في سياق النقاش وتحدي الآراء التمييزية. وقال: “هذا الأمر ضروري لخلق المرونة لدى التلاميذ؛ حتى لا ينجذبوا إلى ثقافة الغضب التي يمكن أن تقودهم إلى الاستقطاب في آرائهم تجاه الآخرين”.
مع ذلك، تساءل آخرون عن سبب عدم إمكانية مناقشة الموضوع من دون الصورة. ولا يزال كثيرون مستاءين مما حدث، مشيرين إلى أنه حدث في مَدرسة بها عدد كبير من التلاميذ المسلمين. لكن أولئك الذين عارضوا ذلك كانوا أيضاً من بين من استنكروا التهديدات ضد المعلم والاحتجاجات.
تعليقات عنصرية معادية للإسلام والمسلمين
بشكل منفصل، لم يكن المُعلم هو الهدف الوحيد للتهديدات والإساءات التي حدثت هذا الأسبوع، حيث ظهرت تعليقات عنصرية معادية للإسلام والمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالحادث.
نظراً إلى أن سكان باتلي استمتعوا بأشعة الشمس في الربيع في ويلتون بارك هذا الأسبوع، كان كثيرون غير سعداء، لأن المدينة أصبحت بؤرة لمثل هذا الخلاف الحساس. وقال روبرت ستيد (59 عاماً)، في أثناء نزهة مع أحفاده: “هناك انقسام بالمدينة. على الرغم من أن السياسيين يقولون إننا بحاجة إلى التوافق، فإن الأمر ليس بهذه السهولة”. وأضاف: “يقضي الجميع معظم الوقت في باتلي، ولكن بعد ذلك يحدث شيء من هذا القبيل ويبدأ الناس في الانحياز لطرف ما”.
ظهرت تريسي برابين، عضوة البرلمان عن حزب العمال عن باتلي وسبين، بعد وقوع الحادث، لتقول إن “الانزعاج والإحساس بالإساءة” من جرّاء هذا الحادث “أمر مفهوم ومتوقع”. في حين أصدرت فيما بعد، بياناً قالت فيه: “لا ينبغي أن يتعرض أي مُعلم للترهيب أو التهديد”.
كما قالت شابا بيغوم (33 عاماً)، معلمة رياضيات، إنه “من المُحزن عودة باتلي إلى تصدُّر عناوين الأخبار مرة أخرى لشيء كهذا”. وأضافت: “أنا مسلمة ولا أعتقد أن المُعلم كان يجب أن يُظهر الصورة للأطفال. لكنني أعتقد أيضاً أنه ما كان يجب أن يُوقَف عن العمل ولا ينبغي للناس أن يتظاهروا خارج بوابات المدرسة”.