يعرب العيسى يُؤذِّن في الناس أذاناً روائياً أبيض
في هذه الرواية، يكتب يعرب العيسى قصة مايك الشرقي بنَفَسٍ استقصائي، يجمع بين الصحفي والسيريّ، السياسي والاجتماعي، التفلسف والطرافة، في سياقِ ملاحقته للرجل الذي سيصبحُ مسيحاً دجالاً. صحيح أنها رواية عن شخصية تصعد إلى القوة والسيطرة والنفوذ، لكن الصحيح أيضاً أنها تروي، في الوقت ذاته، المسارات الحزينة لتاريخ هذا الشرق المحكوم بالفساد والحروب، والذي يسيرُ إلى نهاياته بقدمٍ واثقة.
من الكتاب:
بغتةً صارت اللحظة مواتية. المدينة التي رفسته بكامل قوّتها، ترفس نفسها الآن. ومن الممتعِ مشاهدتُها وهي تلكمُ عينَها اليسرى بيدها اليمنى، وتضرب قصبةَ ساقها اليمنى بباطن قدمها اليسرى.
المدينة التي تهشّم أطراف نفسها (من خلاف) تعيش الآن مشهداً يستحق الشماتة، يستحق سبعاً وعشرين سنةً من الانتظار.
جاشَت الريح في صدره. نهض كمن بلغ سدرة المنتهى: امتلأ الزمان يا دمشق!
يعرب العيسى، ولد في سوريا، بادية – حماة 1969. عمل في الصحافة منذ عام 1988، عاش معظم حياته في دمشق، والمئذنة البيضاء هي روايته الأولى.