دول تتعهد بمساعدة تونس بعد انهيار نظامها الصحي.. والبلاد تسجل حصيلة قياسية لضحايا كورونا

تعهدت عدة دول، الجمعة 9 يوليو/تموز 2021، بمساعدة تونس في مواجهة الوضع الكارثي وانهيار نظامها الصحي، مع تفشٍ سريع جداً لفيروس كورونا في البلاد، وسط امتلاء أقسام العناية الفائقة بالمستشفيات، وتعرض الفرق الطبية لإرهاق كبير.

جاء ذلك بينما سجلت تونس أمس الجمعة 189 وفاة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق منذ انتشار الجائحة، وأعلنت أيضاً تسجيل نحو 8500 إصابة جديدة، الجمعة، مع تزايد المخاوف من عدم تمكن الدولة من السيطرة على التفشي.

وأرسلت قطر طائرة عسكرية محملة بمساعدات مجهزة بمستشفى ميداني، يضم 200 سرير طبي، و100 جهاز تنفس اصطناعي.

كذلك أشار بيان من الرئاسة التونسية إلى أن السعودية تعهدت بإرسال لقاحات وتجهيزات طبية لمساعدة البلاد على تجاوز محنتها.

أضافت الرئاسة، في بيان منفصل، أن ليبيا تعهدت أيضا بإرسال مساعدات طبية لتونس.

في السياق ذاته، قال مسؤولون إن الكويت وتركيا سترسلان مساعدات عاجلة لتونس، ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الصحة الجزائري قوله إن الجزائر “سترسل مساعدات مختلفة”، وأضاف أنه إذا لزم الأمر فسيتنقل إلى تونس.

دول تتعهد بمساعدة تونس التي تشهد عملية بطيئة لتلقيح المواطنين ضد كورونا – رويترز

أزمة صحية كبيرة

وبعدما نجحت في احتواء الموجة الأولى العام الماضي، تواجه السلطات التونسية حالياً صعوبة في التصدي لزيادة الإصابات.

كانت السلطات قد فرضت عزلاً عاماً في بعض المدن، منذ الأسبوع الماضي، لكنها رفضت فرض العزل العام على مستوى تونس كلها بسبب الأزمة الاقتصادية.

نصاف بن علية، المتحدثة باسم وزارة الصحة، قالت لراديو “موزايك” المحلي: “نحن في وضعية كارثية.. المنظومة الصحية انهارت.. لا يمكن أن تجد سريراً إلا بصعوبة كبرى.. نكافح لتوفير الأوكسجين.. الأطباء يعانون إرهاقاً غير مسبوق”، مضيفةً أن “المركب يغرق”، ودعت الجميع إلى توحيد الجهود.

وتلقي الخلافات السياسية بظلالها على استجابة السلطات للتفشي الكبير لكورونا، بحسب ما قاله رئيس قسم المستعجلات بمستشفى عبدالرحمن مامي، بمحافظة أريانة، الدكتور رفيق بوجدارية، لـ”عربي بوست”.

أشار بوجدارية إلى أن الأزمة السياسية في تونس، “والخلافات بين الرؤساء الثلاثة، خاصة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية”، كان لها تأثير على “الوضع الصحي الكارثي الذي تعيشه تونس”.

أضاف أن “هذه الخلافات تسببت في ضعف أجهزة الدولة، وجعلتها غير قادرة على الاستجابة للأزمة الصحية المتفاقمة”، مشيراً إلى أن “الشعب في وادٍ والسياسيين وخلافاتهم في وادٍ آخر، وعلى السياسيين أن يعلموا أننا أمام لحظة فارقة وأزمة غير مسبوقة”.

وارتفع إجمالي عدد الإصابات في تونس إلى حوالي 480 ألفاً، بينما تجاوزت الوفيات 16 ألف حالة.

كذلك تعاني تونس نقصاً حاداً في اللقاحات، ولم يحصل سوى 715 ألف شخص على جرعتين من اللقاح في تونس، التي يبلغ عدد سكانها 11.6 مليون نسمة، وقالت الرئاسة إن الولايات المتحدة ستُرسل هبةً بحوالي 500 ألف جرعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى