وثائق تكشف تعرض موظفي “أمازون” للمراقبة السرية.. أداؤهم مُتابَع وبعضهم فُصل “تعسفياً”
كشفت تقارير أمريكية، السبت 10 يوليو/تموز 2021، أن موظفي شركة “أمازون” العالمية للتجارة الإلكترونية يخضعون لمراقبة سرية، كما أنهم مهددون بـ”الفصل التعسفي” بناء على نتائج هذه المراقبة السرية.
وفقاً لموقع “Business insider” الأمريكي، نقلاً عن وثائق للشركة، فإن أمازون تطلب من المديرين عدم تحذير الموظفين بأنهم يخضعون للمراقبة، بموجب أداة في الشركة تدعى “Focus”.
تقول الوثائق التي نشرتها صحيفة “Seattle Times” إن الشركة طلبت من المديرين عدم مناقشة برنامج “Focus” مع الموظفين، وأن يكتفوا بإخبارهم بأنهم لم يفوا بالتوقعات المطلوبة، وهو ما يعد “فصلاً تعسفياً”.
بحسب الموقع، فإن الموظف يمكن أن يكون في طريقه لفقدان وظيفته دون أن يعرف أبداً أن أداءه يخضع لتدقيق مؤسسي مكثف، فيما قال بعض الذين اكتشفوا أنهم كانوا في البرنامج إنهم لم يتلقوا أبداً تعليقات على أوجه القصور لديهم على الإطلاق.
وقال أحد موظفي “أمازون”: “إنها طريقة خفية للتخلص من الأشخاص الذين ليسوا جزءاً من العصبة”.
وبحسب تقرير سابق لمجلة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية، فإنه إذا لم يتحسن أداء موظفي “أمازون” أثناء وجودهم في برنامج “Focus” عن غير قصد، فسيتم وضعهم بعد ذلك في برنامج “Pivot”، وهذا يشير إلى أنه تم إعطاؤهم حزمة إنهاء الخدمة، أو منحهم فرصة لوضعهم في خطة تحسين الأداء.
وكانت تقارير سابقة كشفت أيضاً أن شركة “أمازون” تتوقع أن يترك ثلث أولئك الذين تم وضعهم في برنامج “Pivot” الشركة، ما يعزز هدفها المتمثل في تصفية نسبة 6% من أداء الشركة كل عام.
ظروف عمل صعبة
قبل شهرين، اعتذرت شركة “أمازون” عن إنكارها اضطرار موظفيها أحياناً إلى التبول في زجاجات بلاستيكية، وذلك بسبب ظروف العمل الصعبة التي يواجهونها.
الشركة اعترفت بأن موظفيها يضطرون أحياناً للتبول في الزجاجات، وقالت في بيان إنها تعلم أن سائقيها “قد يواجهون مشاكل في العثور على دورات مياه بسبب حركة المرور أو في بعض الأحيان بسبب الطرق الريفية، وتفاقمت هذه المشكلة خلال جائحة كوفيد-19 بسبب إغلاق الكثير من المراحيض العمومية”.
أثيرت القضية الأسبوع المنصرم في تغريدة للنائب الديمقراطي مارك بوكان، الذي قال إن “دفع 15 دولاراً في الساعة أجراً لموظفيك لا يعني أن مكان العمل تقدمي إذا كنت تجعل موظفيك يتبولون في زجاجات بلاستيكية”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
سرعان ما رد حساب رسمي لـ”أمازون” على تغريدة النائب عبر الشبكة الاجتماعية نفسها، وقال موجهاً كلامه للنائب: “هل تصدق حقاً قصة التبول في زجاجات؟ إذا كان هذا صحيحاً فلن يعمل أحد معنا”.
لكنّ وسائل إعلام عدة نقلت في وقت لاحق تصريحات لموظفين يؤكدون فيها وجود هذه الممارسة، كذلك أكد موقع “ذي إنترسبت” الإلكتروني أنه حصل على وثائق داخلية تثبت أن مسؤولي الشركة يعرفون تماماً بوجود هذه الممارسة.
تشكو الشهادات خصوصاً عدم استطاعة السائقين التوقف لقضاء حاجتهم في المراحيض بسبب ضيق الوقت، نظراً إلى وتيرة العمل التي تفرضها “أمازون”.
أضافت الشركة في بيانها: “ندين للنائب بوكان باعتذار”، لكنها اعتبرت أن “التغريدة لم تكن دقيقة، إذ لم تأخذ في الاعتبار العدد الكبير من السائقين العاملين لدينا، بل ركزت على مراكزنا المخصصة للتوزيع”، حيث يمكن للموظفين “الابتعاد عن مواقع عملهم في أي وقت” للذهاب إلى “عشرات المراحيض” الموفرة لهم.
تابعت الشركة أن هذه المشكلة “قديمة” ويعانيها القطاع ككل، مؤكدة أنها ترغب في “حلها”. وأضافت: “لا نعرف كيف لكننا سنبحث عن حلول”.
رد بوكان يوم السبت الفائت على الاعتذار، فكتب مجدداً على “تويتر” أن “الأمر لا يتعلق بي، بل بالموظفين الذين لا تعاملهم أمازون باحترام وكرامة كافيين”، ودعا الشركة إلى “البدء بالاعتراف بظروف العمل غير الملائمة التي أوجدتها” لجميع موظفيها.
في العام 2020 كانت أمازون قد واجهت أيضاً انتقادات، بعدما عانى موظفون في الشركة بسبب انتشار فيروس كورونا، داخل المستودعات، ورفض الشركة منحهم إجازات، بل خيّرتهم بين استئناف العمل والإجازة بدون مرتب.
وفي الوقت الذي يتمتع فيه جيف بيزوس، صاحب أمازون، بمزايا كونه أغنى رجل في العالم، فإن الأشخاص الذين يدرّون الأرباح لشركته كانت تتعالى احتجاجاتهم على ما يزعمون أنه سلوك الشركة، الذي “يقدّر الربح ولو على حساب سلامتهم”.
كان عمال مستودعات في أمازون قد قالوا إن الشركة تراقبهم وتطردهم من أعمالهم إذا خالفوا قيود التباعد الجسدي عن زملائهم في العمل، حتى إنهم يتلقون رسائل تحذيرية بإمكانية فصلهم إذا ارتكبوا مخالفة واحدة.