الجيش الأمريكي يلجأ إلى تغيير إستراتيجيته القتالية.. خسارته محاكاة الحرب مع الصين دفعته إلى ذلك
حيث اختُبِرَت استعدادية الولايات المتحدة لصراعٍ مُسلَّح في مناورةٍ أُجرِيَت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتهت بالكشف عن نقاط ضعفٍ خطيرة بالإستراتيجية القتالية الأمريكية، خاصة بعدما ركض “العدو” حولهم خلال محاكاة الصراع.
خلال محاكاة الحرب، التي وُصِفَت بأنها “مواجهةٌ خيالية مع الصين” واشتملت على قتالٍ على تايوان، قَلَبَ العدو المُتخيَّل إستراتيجية الفريق الأزرق (الولايات المتحدة) المتمثِّلة في “هيمنة المعلومات” رأساً على عقب.
فشل المناورة الأمريكية
من جهته، قال نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جون هايتن، الإثنين 26 يوليو/تموز: “لقد فشلت المناورة فشلاً ذريعاً، دون مبالغةٍ في الأمر، لأنها لم تسر على ما يرام”.
في هذا الإطار، قال هايتن: “كان فريقٌ أحمر عدواني (يتولَّى دور العدو) يدرس الولايات المتحدة على مدار الأعوام العشرين الماضية، وكان يدير حلقاتٍ من حولنا”، مضيفاً: “لقد عرفوا بالضبط ما سنفعله قبل أن نفعل شيئاً، واستغلوا ذلك لصالحهم”.
الجنرال الأمريكي تابع: “تخيَّلوا ما كان يفعله منافسونا الفعليون على مدار الأعوام العشرين الماضية، مع تركيزٍ أكبر على الأرجح، وبأعدادٍ أكبر. لذلك كان علينا أن نتراجع خطوةً وننظر على نطاقٍ واسع ونقول: حسناً ما الذي فاتنا؟”.
كما أشار هايتن إلى أن القوات الأمريكية حاولت كسب الهيمنة على المعلومات، “تماماً كما كان في حرب الخليج الأولى، وتماماً كما كان الأمر على مدار الأعوام العشرين الماضية، وتماماً مثل أيِّ طرفٍ في العالم، وضمن ذلك روسيا والصين، قد شاهدنا على مدار الأعوام الثلاثين الماضية”.
أكد هايتن أنه “في عالم اليوم، مع الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومع النيران بعيدة المدى القادمة من جميع الأنحاء، إذا جرت تعبئة القوات والجميع يعرف مكانها، فإنها تصبح مُعرَّضةً للخطر”، مشدّداً على أن “التغييرات ضروريةٌ، لأن التفوُّق القتالي للجيش الأمريكي على القوى المنافسة مثل الصين يتقلَّص بسرعة”.
في حين فشلت المحاولة على الفور، بسبب اعتماد الجيش الأمريكي على البيانات والاتصالات الرقمية، التي يمكن أن تتعطَّل إذا استُهدِفت الأقمار الصناعية الأمريكية. وأظهرت محاكاة الاشتباك أيضاً أن تعبئة القوات الأمريكية قد تجعلها عرضةً للخطر ضد الأعداء من القوى العظمى، وفق صحيفة The Independent البريطانية.
منذ ذلك الحين، كان البنتاغون يبحث في كيفية تحديث منهجه القتالي لإستراتيجية “مناورة مُوسَّعة”. والغرض من هذا المنهج هو تطوير القدرة على الهجوم بطريقةٍ تجعل من المستحيل على الخصم الدفاع عن نفسه، وربط روابط القيادة والسيطرة لمنح القادة صورة أوضح عن ساحة المعركة.