رئيس الحكومة المغربية: التصريحات بشأن “القبائل” الجزائرية ليست موقفا سياسيا

نفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن يكون “استقلال” منطقة القبائل موقفاً سياسيا للدولة المغربية.

وشدد سعد الدين العثماني، الذي كان يتحدث لموقع “هسبريس” المغربي، على أن الأمر يتعلق برد “حجاجي” لممثل المغرب لدى الأمم المتحدة.

وفي يوليو/تموز الماضي، دعا عمر هلال، السفير المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع دول عدم الانحياز، إلى “استقلال شعب القبائل” في الجزائر، وذلك في رد على وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي دعا إلى دعم “حق تقرير المصير” في منطقة الصحراء المغربية.

وشدد العثماني على أن التصريح الذي صدر عن عمر هلال، ما هو إلا رد فعل حجاجي على وزير الخارجية الجزائري، موضحاً أنه جاء بأسلوب “إذا كنتم تقولون كذا، فإنه كذا”، أي أنه كما تدعم الجزائر استقلال جبهة البوليساريو، فيجب أيضاً أن ندعم استقلال منطقة القبائل في الجزائر.

وعرج العثماني في حديثه على كلام العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال خطابه الأخير، مُعتبراً أن الملك وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالعلاقات المغربية الجزائرية.

وفي الوقت الذي شدد فيه العثماني الذي يعيش الأيام الأخيرة من عمر حُكومته، على أن “المغرب سيبقى دائما وفيا لمبدئه ألا وهو العمل لبناء اتحاد مغاربي منسجم وقوي وقادر على أن يخوض تحديات القرن الحادي والعشرين”. (في نفس الوقت) عبر عن أسفه لعدم إبداء الجزائر لرد فعل في مصلحة وتعاون بين البلدين.

إلى ذلك، عبر العثماني عن تفاجئه بالقرار الصادر عن الدبلوماسية الجزائرية، والقاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي نفس السياق، أورد المتحدث أن ما يدعو للأسف الشديد، كون هذه الخطوة الجزائرية تاتي في أعقاب الدعوة الثالثة التي وجهها الملك محمد السادس ومد من خلالها اليد للمصالحة وبدء الحوار مع الإخوة في الجزائر دون شروط.

ولفت إلى أن الملك محمد السادس بدعواته الأخيرة للجارة الشرقية، استحضر وبقوة المصالح المشتركة التي تجمع البلدين، بالإضافة إلى وعيه الكامل بأن استقرار وأمن المغرب والجزائر مرتبطان وأن المغرب لديه هاجس بناء الاتحاد المغاربي على أسس سليمة.

من جهة أخرى، عبر سعد الدين العثماني، الذي سبق له أن شغل منصب وزير الخارجية قبل أن يتولى رئاسة الحُكومة، عن أمله في عودة العلاقات المغربية الجزائرية إلى طبيعتها وأحسن.

والثلاثاء، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، موجهة إليها اتهامات بـ”استهداف أمن الجزائر”.

في المقابل، عبرت وزارة الخارجية المغربية عن أسفها لهذه الخطوة الجزائرية، نافية في الوقت ذاته كُل الاتهامات الموجهة إليها.

وخلال خطاب العرش الذي ألقاه العاهل المغربي، الملك محمد السادس مطلع الشهر الجاري، دعا الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون إلى العمل معا من أجل تطوير العلاقات بين البلدين.

كما وصف الوضع الحالي بين البلدين، وخاصة استمرار إغلاق الحدود بـ”غير المقبول”.

وأردف: “المغرب والجزائر يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والاتجار في البشر، وهذا هو عدونا الحقيقي.. وإذا عملنا سويا على محاربتها سنتمكن من الحد من نشاطها وتجفيف منابعها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى