“والدي فرنسي وأمي سورية”.. موقع أمريكي يروي قصة مخبر جنّد للتجسس على مسلمين في كاليفورنيا
ويتحدث الموقع عن الجاسوس غريغ مونتيلي الذي قال عنه إنه لم يكن غريبا عن العملاء الفيدراليين، حيث كان رجلا ضخما مفتول العضلات عاش أيام مراهقته وشبابه لاعب كمال أجسام.
ويشير “ذي إنترسيبت” الأمريكي إلى أن مونتيلي اعتاش على سرقة تجار المخدرات لكن صفقة لم تسر كما كان مرتبا لها في عام 1986 ليجد نفسه جالسا أمام عملاء من وكالة مكافحة المخدرات “دي إي إيه” الذين خيروه بين أمرين السجن أو التحول لمخبر، فاختار الدرب الثاني وبدأ حياته كجاسوس لعقدين.
ويشير كاتب التقرير تريفور آرونسن إلى أنه ونظرا لملامح مونتيلي الإثنية الغامضة فقد ناسب معظم المهام الموكلة إليه عن طريق “إف بي آي” ووكالة مكافحة المخدرات “دي إي إيه”، حيث تنقلت أدواره بين لعب دور عنصر في جماعات التفوق العرقي الأبيض إلى قاتل روسي مأجور وتاجر مخدرات صقلي.
ويقول الموقع إن مونتيلي تباهى بأدائه قائلا “كنت جيدا في كل ما أقوم به”.
وذكر الموقع الأمريكي في تحقيقه أنه في عام 2006 اتصل بمونتيلي عميلان من مكتب مكافحة الإرهاب، وعرضا عليه “مهمة ذات طموح”.
ويضيف نقلا عن الجاسوس: “لقد طلب العميلان من مونتيلي التخفي كرجل أسلم حديثا، ودعوه لاختراق المساجد في جنوب كاليفورنيا”.
وتابع مونتيلي قائلا: “المهمة كانت كبيرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي وكانت تجربة ما إذا كنت قادرا على خداع مجتمع بكامله”.
وشرح الجاسوس كيف كانت عملية الاختراق والقصة التي تم اختلاقها لكسب ثقة المسلمين في كاليفورنا، حيث صرح “أنا رجل أبيض، صحيح؟ والغطاء لمهمتي يكمن في القول إنني سوري، والدي فرنسي وأمي سورية وقام والدي بقمع تراثنا الديني من جهة والدتي”.
ويشير الموقع إلى أن مونتيلي قضى نحو 18 شهرا وهو يقوم بتسجيل الحوارات والتنصت على المسلمين الذين لم يساورهم الشك به، وقد قام بنقل المعلومات للمسؤولين عنه في “إف بي أي” حول عدد من الرجال والنساء الذين كانت تهمتهم الوحيدة هي ممارسة معتقداتهم الدينية.
ويقول إن “إف بي أي” أطلقت على مهمة التجسس اسم “عملية فليكس”، وجاءت من كون مونتيلي مهتما باللياقة البدنية فعبر عرضه خدمات اللياقة البدنية على المسلمين، اعتقد مكتب التحقيق الفيدرالي أن مونتيلي سيكون قادرا على بناء الثقة مع المجتمع المسلم وتحديد مكامن الخطر الأمني المحتملة.
وينقل “ذا انترسيب” عن الإمام في جنوب كاليفورنيا ياسر فزغقة، قوله: “أتذكر أنه قدم لي كمسلم جديد وكان بلياقة بدنية عالية وأتذكر أنني قلت له هذا، وأشار إلى أنه قد نتدرب سويا”.
وأشار التحقيق إلى اختلاف مونتيلي لاحقا مع “إف بي آي” عندما سجن بارتكاب جناية، لكنه بعد الإفراج عنه عام 2008 سعى لتصفية حساباته معهم عبر عقد مؤتمر صحفي مرتجل في بيته دعا إليه الصحافة المحلية وكشف عن “عملية فليكس”، وخلال المؤتمر وصف كيف تجسس على المسلمين لصالح “إف بي آي” بدون وجود أي سبب يدل أن هؤلاء المسلمين قد يرتكبون جرائم.
ويقول الموقع إنه وبعد عقدين على هجمات 11 من سبتمبر لم تعد عمليات المراقبة التي قام بها “إف بي آي” ضد المجتمع المسلم تثير غرابة، فقد رفع الغطاء وليس كما كان عليه الحال عندما خرج مونتيلي وتحدث عن عمليته.
ويقول الموقع إن إجمالي ما قدمه المكتب له عن تجسسه على المسلمين في جنوب كاليفورنيا بلغ نحو 177 ألف دولار.
ويقول كاتب التقرير إن العملية انهارت عندما بدأ المجتمع المسلم بالشك بأن مونتيلي متطرف ليبلغوا عنه الشرطة، ويطالبوا بالحد من نشاطاته.
وأضاف: “بعد 6 أشهر من الإبلاغ عنه، اعتقل بتهمة محاولة خداع امرأتين وأخذ منهما 150.000 دولار، حيث اعترف بجرمه وسجن مدة 8 أشهر”.
ويشير التقرير إلى أنه خلال فترة تجسس مونتيلي بدأ المسلمون بالشك في رقابة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمجتمعهم.
ودعا فزغة إمام المسجد الذي مدح متانة عضلات مونتيلي، مساعد مدير مكتب “إف بي آي” ستيفن تيدويل في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا للتحدث مع المصلين والتأكيد لهم أنه لا توجد رقابة عليهم.
ويختم الموقع تحقيقه بالقول إنه سواء كانت “عملية فليكس” نجحت أم لا فنحن لا نعرف الكثير لأن “إف بي آي” رفض الكشف عن معلومات تتعلق بها.
ويلفت الموقع إلى أن المصدر لهذه القصة هو مونتيلي الذي يزعم أنه زود المكتب بمعلومات عن المسلمين وجند مخبرين وحتى أنه ادعى بأنه قدم معلومات عن القاعدة ساعدت في مقتل أسامة بن لادن.
ويشير الموقع إلى أنه “ربما كان كلام مونتيلي مجرد تفاخر لكنه يحمل بعض الحقيقة، فقد قدم معلومات قادت لاعتقال أحمد الله سايس نيازي، الذي اتهم بخرق قانون الهجرة وعدم الكشف عن علاقة سابقة مع القاعدة”، وكان نيازي صهر حارس سابق لبن لادن.