بعيدا عن الفائزين بنوبل.. أبرز 7 أدباء أفارقة أبرزهم صنع الله والكونى وأتشيبي
عادت نوبل مرة أخرى إلى القارة الافريقية السمراء، بعدما منحت الاكاديمية السويدية للعلوم، جائزة نوبل في الأدب لعام 2021، للأدب التنزانى عبد الرزاق جرنة، لإسهاماته البارزة فى مجال الأدب، حسب ما قالت لجنة نوبل بحيثيات الفوز حيث ذكرت إن أعماله تتضمن: “تعرضه الواضح لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين بين الثقافات والقارات”.
ربما مثل فوز “عبد الرزاق” مفاجأة للكثير من المتابعين خاصة في الأوساط الثقافية المصرية والعربية، نظرا لعدم شهرة الكاتب الكبيرة في الأوساط الأدبية الأفريقية، في الوقت التي تمتلك فيه القارة السمراء العديد من الأسماء من الكبار والشباب، يستحقون الحصول على الجائزة، ونظرة من الأكاديمية السويدية على أعمالهم وتقييمها بالشكل اللائق، ومن أبرز الكتاب الأفارقة الآن:
تشينوا أتشيبي
يعد الأديب النيجيري (أتشيبي) أحد أشهر الكتاب المحبوبين على مستوى العالم؛ فقد أخرج للعالم بعض أكثر الأعمال استثنائية في القرن السابق، وتُعد رواية (الأشياء تتداعى) والتي صدرت عام (1858) هي أشهر أعماله، الرواية التي تُعد وصفًا ثوريًا للصراع القائم بين القيَم القبلية التقليدية وآثار الحكم الاستعماري، وكذلك للتوتر والشد والجذب بين قضيتي (الذكورية) و (النسوية) في المجتمعات الذكورية المتشددة، كان (أتشيبي) ناقدًا مشهورًا أيضًا، وعُرف بنقده الشديد لرواية (قلب الظلام) والتي نشرها الأديب الإنجليزي (جوزيف كونراد) عام (1899)، حيث اتهم (أتشيبي) الرواية بأنها غارقة في العنصرية من خلال طريقة تناولها للقارة السمراء وشعبها.
صنع الله إبراهيم
تتميز أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية بصلتها الوثيقة التشابك مع سيرته من جهة، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية اللجنة التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات. صوّر صنع الله إبراهيم أيضاً الحرب الأهلية اللبنانية في روايته “بيروت بيروت” الصادرة سنة 1984. اختيرت روايته شرف كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب ، بالإضافة إلى سيرته الذاتية مذكرات سجن الواحات.
يعد صنع الله إبراهيم أحد أكبر الروائيين المصريين الذين يتمكنون من السرد والحكي ويميل أسلوبه إلى ماركيز إلا أن صنع الله إبراهيم يعد أقدم من ماركيز ككاتب ويتحتم علي القارئ أن يضع تركيزه كاملا في رواياته حتي لا تهرب منه أحد خيوط الرواية
نغوجي وا ثيونجو
يُعد الأديب الكيني (ثيونغو) أحد أهم الكتاب الأفارقة والأكثر تأثيرًا في فترة ما بعد الاستعمار. بدأ مسيرته في عالم الكتابة بروايات كتبها باللغة الإنجليزية، إلا أنها كانت تتحدث عن الفرد والمجتمع في فترة ما بعد الاستعمار في (أفريقيا) وتتحدى السلطات والثقافات الاستعمارية. سجنته الحكومة لأكثر من عام بدون أن تقوم حتى بمحاكمته بتهمة عرضه لمسرحية سياسية مثيرة للجدل، وبعد إطلاق سراحه صار يكتب أعماله بلغات موطنه (الكيكويو) و (السواحيلية)، الأمر الذي كان يستخدمه كأداة تدل على انتهاء تأثير الاستعمار على طريقة تفكير وثقافة الكتاب والقراء الأفارقة.
نور الدين فرح
وُلد (نور الدين) في الصومال عام (1945)، ولقد كتب العديد من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة، الأعمال التي تدور جميعها حول حياته وتجاربه في موطنه. حملت روايته الأولى، والتي صدرت عام (1970)، عنوان (من ضلع أعوج)، العنوان الذي أخذه من المَثَل “خلق الله المرأة من ضلع أعوج، ومن حاول إقامتَه، كسَرَه”، وكانت بمثابة تعليق على معاناة المرأة في المجتمع الصومالي من خلال تصويره لفتاة تم إجبارها على زيجة ليست سعيدة فيها. وتتميز أعماله التي نشرها بعد ذلك بكونها كانت تحمل نفس السمات التي تتعلق بانتقاد المجتمع وتناول موضوعات أخرى كالحرب وهوية البلاد بعد انتهاء الاستعمار.
إبراهيم الكونى
كاتب ليبي يؤلف في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة، اختارته مجلة لير الفرنسية أحدَ أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم وهو الكاتب الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا بل الوحيد أيضاً من العالم الثالث في هذا الكتاب، وقد ألف 81 كتاباً، وترجمت كتبه إلى لغات العالم الحية زُهاءَ 40 لغة، من أبرز مؤلفاته: التبر، المجوس، أنوبيس، نزيف الحجر، رباعية الخسوف.
بن أوكرى
كانت طفولة (بن أوكري) منقسمة بين (إنجلترا) وموطنه (نيجيريا)، ولكن تلك التجربة التي حدثت له وهو في سن صغير شكلت مستقبله في عالم الكتاب بصورة كبيرة. وتُعد رواياته الأولى والتي لاقت استحسانًا كبيرًا مثل رواية (الزهور والظلال) الصادرة عام (1980) وكذلك رواية (المناظر الطبيعية بها) الصادرة عام (1981) بمثابة انعكاسات للخراب الذي ألحقته الحرب الأهلية بالبلاد والتي كان (أوكري) معاصرًا لها. كذلك رواياته التي أصدرها بعد ذلك لاقت نفس المديح مثل الرواية التي نُشرت عام (1991) (شارع الجوعى) والتي تحكي قصة (أزارو) الطفل المُفعَم بالحياة، الرواية التي تُعد خليطًا ساحرًا من الواقعية وتصوير عالم الأرواح والتي فاز عنها بجائزة (البوكر).
أميناتا فورنا
وُلدت (أميناتا) بمدينة (غلاسكو) في (اسكتلندا)، ولكنها تربت في موطنها الأصلي (سيراليون). استطاعت (فورنا) جذب الاهتمام بها بعدما نشرت مذكراتها عام (2003) والتي كانت تحمل عنوان (الشيطان الذي رقص على الماء) والتي حكت فيها، بصورة جريئة على نحوٍ استثنائي، تجارب عائلتها التي عاشت في (سيراليون) التي مزقتها الحرب، وخاصة مصير والدها المأساوي الذي لاقاه عندما كان ينشط كمعارض سياسي. استمرت (أميناتا) بعد ذلك في كتابة العديد من الروايات التي لاقت استحسانًا على المستوى النقدي، فقد وضعت في روايتها (ذاكرة الحب) والتي صدرت عام (2010) قصصًا شخصية عن الحب وفقدانه ولكن في وإطار أوسع وهو الخراب الذي حل بوطنها بسبب الحرب الأهلية بها، الرواية التي تم ترشيحها لجائزة (الجائزة النسائية للروايات الخيالية).