حتى لو غبت عن نظرها.. قطّتك تعرف مكانك عبر جهازها الخاص لتتبع الحركة!
وأشار بحث جديد إلى أن القطة تستخدم على الأرجح الأصوات لتتبُّع مكان إنسانها المفضل، حتى عندما يكون بعيداً عن أنظارها. تصنع القطط المنزلية “خرائط ذهنية” تتعقب مكان مالكها بناءً على اتجاه أصوات معينة، وهي قدرة لم تكن معروفة من قبل في القطط، وفقاً لبحث جديد نُشر في مجلة PLOS One.
وقالت مؤلفة الدراسة ساهو تاكاجي، طالبة الدكتوراه في جامعة كيوتو، إنها لطالما اهتمت بسمع القطط وقدرتها على تحريك آذانها في اتجاهات مختلفة.
وأضافت تاكاجي في حديثها لقناة CNN: “رأيت قطة أدارت أذناً واحدة للخلف لتستمع إلى الصوت خلفها، وشعرت بأن القطط تفكر في أشياء كثيرة بسماعها صوتاً ما. لذا، قررت أن أتحقق مما إذا كانت القطط قادرة على رسم موقع مالكها مكانياً من خلال الأصوات”.
القطة تحدد مكان صاحبها
أجرى الفريق سلسلة من التجارب؛ لمعرفة ما إذا كانت القطط تتبع أصحابها باستخدام إشارات مثل الصوت.
في التجربة الأولى، سمعت القطط تسجيلاً لصوت صاحبها ينادي فيه باسمها خمس مرات، ولكن عند المرة الخامسة، نادى شخص غريب باسمها أو اسم المالك.
كما وُضع مكبر صوت خارج الغرفة، وآخر داخل الغرفة التي توجد فيها القطة، وتم تشغيل التسجيلات في مجموعات متنوعة، حسبما أوضحت مجلة News Week.
فوجئت القطط كثيراً عندما جاء تسجيل صوت المالك من مكان مختلف.
وللمقارنة عرض الباحثون أصواتاً مختلفة لحيوانات ومحفزات صوتية أخرى لم تكترث لها القطط.
فقط عندما نادى مالك القطة باسمها من مكان غير متوقع أبدت اندهاشها، مما يشير إلى أن القطط المستأنسة ترسم خريطة مكانية لأصحابها من البشر باستخدام الصوت، حتى عندما يكونون في الغرفة المجاورة، وفقاً لمجلة نيوزويك.
وكتب الباحثون بالورقة البحثية: “تشير هذه النتائج إلى أن القطط تمتلك تمثيلاً عقلياً للمالك غير مرئي وتعيين موقع مالكها من صوته، مما يُظهر دليلاً على الإدراك الاجتماعي المكاني”.
والقطط ليست الحيوانات الوحيدة التي يمكنها تتبُّع شيء بعيد عن الأنظار، وهي قدرة تسمى ديمومة الكائن.
وديمومة الكائن هو المصطلح الذي يطلق على مفهوم الإدراك بأن الكائنات تبقى موجودة حتى عند عدم إمكانية رؤيتها أو سماعها أو لمسها أو شمّها أو الإحساس بها بأي طريقة أخرى، وهو مفهوم أساسي دُرس في مجال علم النفس التنموي، كفرع من فروع علم النفس الذي يتطرّق إلى تطور قدرات الأطفال الصغار الاجتماعية والعقلية.
وعادةً ما يبدأ الأطفال في تطوير هذه المهارة عند بلوغهم الشهر الثامن، وفقاً لمجلة Live Science.
ووجدت الأبحاث السابقة وجود مهارة ديمومة الكائن في الرئيسيات مثل الشمبانزي والغوريلا.
ولاحظ مؤلفو الدراسة أن الحيوانات الذكية غير الرئيسية مثل الطائر الأوراسي والدب الكسلان والميركاتس والكلاب المستأنسة تشترك أيضاً في هذه المهارة الذهنية، حسب مجلة Smithsonian العلمية.
وبينما كان الاعتقاد الشائع هو أن القطط لا تهتم لأصحابها كما تفعل الكلاب، تبين أنها تُبقي خريطة ذهنية لموقع مالكها الجغرافي بالتحديد، وإن غاب عن عينها فلن يغيب عن قلبها بالتأكيد.
وفي عام 2013، أظهر بحثٌ أن القطط تتعرف على أصوات أصحابها، لكنها تختار تجاهلها متعمدةً.