شركات إسرائيلية تستخدم دبي كـ”طُعم” لجذب مواهب البرمجة عبر العالم.. أطلقت حملات لتوظيف المئات

ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن   شركة Rapyd، وهي واحدة من أسرع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية نمواً، قد فتحت مكتباً لها في دبي من أجل جذب المواهب الدولية كوسيلة للتغلب على النقص المزمن الذي يصيب القطاع في الداخل، بسبب قوانين تل أبيب الرافضة لتشغيل غير اليهود.

جاء في تقرير للوكالة الأمريكية أن شركة المدفوعات الإسرائيلية التي جمعت مرتين 300 مليون دولار من جولات التمويل هذا العام، بدأت حملة إعلانية كبيرة هذا الأسبوع تستهدف المبرمجين في شرق أوروبا المستعدين للانتقال إلى المركز المالي للشرق الأوسط، حيث مستويات المعيشة الأعلى وانعدام ضرائب الدخل.

موسم “هجرة” الشركات الإسرائيلية إلى الإمارات

تقول بلومبرغ إن هذا الحل قد يلقى قبولاً متزايداً لدى الشركات الناشئة الأخرى التي تعمل في سوق تزيد فيه فرص العمل عن طالبي العمل بصورة كبيرة في ظل تدفق استثمارات قياسية إلى إسرائيل.

قال المدير التنفيذي أريك شتيلمان في مقابلة إنَّ Rapyd تعتزم تشغيل نحو 100 شخص في الفرع الجديد في غضون 18 شهراً، وقال إنَّ أكثر من 10 شركات ناشئة إسرائيلية قد سعت بالفعل للحصول على نصيحته بشأن افتتاح مكتب في دبي.

كما أضاف: “لن نكون الوحيدين ففي غضون 12 شهراً، سترون الكثير من الشركات الإسرائيلية تُفتَتح هناك”.

سيتوافق هذا التحول مع حملة ترويجية من جانب الإمارات، التي تُعَد دبي جزءاً منها، لجذب الموظفين من أرجاء العالم من خلال تقديم تأشيرة عمل جديدة عن بُعد وإقامة طويلة المدى للمبرمجين الموهوبين.

يعني الاتفاق التاريخي الذي أُبرِمَ العام الماضي لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الأمارات أنَّ الشركات الإسرائيلية بمقدورها الاستفادة من المزايا الإضافية للانتقال إلى دبي.

إسرائيل ترفض تماماً تشغيل غير اليهود

مارس رواد الأعمال الضغط على الحكومة الإسرائيلية في الماضي من أجل إنشاء برنامج تأشيرة للعمال غير اليهود لتخفيف أزمة التوظيف البالغة نحو 13 ألف فرصة عمل في المجال، وذلك وفقاً لأحدث البيانات من “هيئة الابتكار الإسرائيلية”.

توقفت هذه المساعي، وساور البعض القلق من أنَّ إجراءاتٍ كهذه من شأنها تقليص الأغلبية اليهودية في البلاد.

يقول شتيلمان، الذي يسعى حالياً لملء نحو 350 وظيفة: “جلب مئة شخص من حول العالم للعمل في إسرائيل مهمة مستحيلة”.

كما أضاف أنَّه على العكس من ذلك، كانت العملية مع الجهات التنظيمية في دبي “سلسة للغاية وواضحة جداً كتقطيع الزبدة”.

ميزانية ضخمة لجذب المواهب

مثل معظم الشركات الناشئة الناجحة، تسعى Rapyd إلى طرق مبتكرة لجذب العاملين ذوي المهارات العالية والحفاظ على وتيرة نموها السريعة للغاية.

فيما يحتدم الصراع على المواهب في إسرائيل بعدما جمعت الشركات الناشئة 25.4 مليار دولار هذا العام.

يقول متان بار، المدير التنفيذي لشركة Melio، وهي شركة إسرائيلية ناشئة في مجال المدفوعات ضاعفت قيمتها ثلاثة أضعاف لتصل إلى 4 مليارات دولار هذا العام: “أحد الأسباب الرئيسية التي تجمع الشركات المزيد المال من أجله هو توظيف المزيد من الأشخاص”.

كما أضاف أنَّه بالنسبة “للشركات التي تملك تطلُّعات أعلى وخططاً أكبر، يعتمد كل شيء على الحصول على فِرَق عمل أكبر”.

إلى جانب كونه قاعدة التوسع لشركة Rapyd في الشرق الأوسط، قال شيتلمان إنَّ مكتب دبي سيضم أيضاً مهندسين من أجل المساعدة في إعداد عروض الشركة. وقال إنَّ الشركة توصَّلت إلى الفكرة بعد فشل تجارب مراكز الهندسة عن بُعد في آسيا.

يقول بار، الذي يتطلَّع إلى أكثر من مضاعفة عدد العاملين إلى 1000، إنَّ شركات ناشئة أخرى قد تحذو حذو الشركة بالنظر إلى عدم وجود خطة لإطلاق تأشيرة أجنبية.

المتحدث ذاته أوضح كذلك أنَّه حظي بـ”مناقشة أولية” مع المسؤولين الإسرائيليين حول سبل السماح بدخول المزيد من العاملين في مجال التكنولوجيا، وتُفضِّل شركة Melio أن يكون لديها أكبر عدد ممكن من العاملين في مقرها في تل أبيب، لأنَّ ذلك يدفع بالإبداع والكفاءة.

لكنَّه قال: “إنَّه في حال لم يكن ذلك ممكناً، فسنفعل ما يفعله كل الآخرين من أجل تلبية الطلب على العاملين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى