مشاكسات.. من بدأ العدوان؟/ نفاق..!   

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟

 

من بدأ العدوان؟!

أعلنت الإمارات أنها “تحتفظ بحقها في الرد” على استهداف أراضيها من قبل جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة “هذه الأعمال الإرهابية”.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها إنها “تدين بشدة استهداف ميليشيا  الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية من خلال صاروخين باليستيين”.

مشاكسة.. السؤال الأساس لماذا قصف “أنصار الله” مواقع على بعد 2000 كيلو متر من صنعاء؟ وهل هذا السلوك من قبل الحوثيين جاء ليعبر عن نهج أصيل في ثقافتها، في أنها جماعة “إرهابية”؟ أم أنه جاء كما يقول الحوثيون كرد فعل على   تدخل الإمارات في اليمن؟  ثم من الذي بدأ في استهداف أراضي الآخر ابتداء؟ ثم عندما تقول الإمارات إنها تحتفظ بحق الرد على استهداف أراضيها من قبل أنصار الله الحوثية. ألا يمكن القول أن حق الرد هو مبدأ عام، يحق لكل معتدى عليه أن يمارسه كحق قانوني شرعي؟ ثم ألا يعترف الإماراتيون عندما يقولون أنهم يحتفظون بحق الرد، أنهم يمنحون وفق “مفهوم المخالفة” هذا الحق للحوثيين الذين يعتبرون أن الإمارات هي شريك في العدوان عليهم ومنذ سنوات؟ وأن من سبق له العدوان هي الإمارات، وأن  استهدافها، هو رد الفعل وقد تأخر كثيرا؟ ثم ألا يبدو حديث الإمارات عن رد الفعل نوعا من التبجح والاستقواء؟ وإلا بماذا يمكن توصيف حرب الإمارات بالشراكة مع السعودية على اليمن التي أحرقت الأخضر واليابس على مدي سنوات؟ ومن ثم ألا يعتبر استهداف الإمارات هو من صميم الدفاع عن النفس كما يقول الحوثيون؟

 

نفاق..!

“قالت حركة “حماس،(السلطة الحاكمة في غزة) إن التصريحات التي صدرت في الساحة الفلسطينية والهتافات ضد دول عربية وخليجية لا تعبر عن مواقفها.

وأكدت حماس  “في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والنأي بالنفس عن الصراعات والنزاعات بينها”.

وقالت إنها تدعو إلى “ضرورة تجنب كل ما من شأنه تمزيق صف الأمة ووحدتها، والإضرار بأمنها واستقرارها، ووقف الصراعات الداخلية والبينية في دولنا العربية والإسلامية”.

مشاكسة.. أليست هي المفارقة المضحكة المبكية عندما تتحدث حماس عن ” تجنب كل ما من شأنه تمزيق صف الأمة ووحدتها، والإضرار بأمنها واستقرارها، ووقف الصراعات الداخلية والبينية في دولنا العربية والإسلامية””؟ لنسأل حماس أليس من الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي قبل أن “تعظ” الآخربن، أن تسأل نفسها من مزق نسيج المجتمع الفلسطيني وقسمه رأسيا وأفقيا؟ ألا تذكر حماس أن شبق الاستحواذ على السلطة جعلها ترتكب جريمة الانقلاب في غزة بكل دمويتها؟ ثم أليس من الواجب الشرعي قبل تعظ الآخرين بالوحدة، أن تمارس ذلك في الحالة الفلسطينية، التي كانت هي وراء تمزيقها مع سبق الإصرار؟ ثم وهي تطالب بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، وماذا عن تدخلها في أحداث سوريا؟ ثم عن استعراضها العسكري على حدود رفح، بعد الإطاحة بحكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي؟ أليس هذا تدخلا في شؤون الآخرين؟ أم أنه فعل مشروع لأنه كان انتصارا لأهل البيت؟ ألا يمكن للبعض أن يعتبر هذه الازدواجية من حماس التي تندد بمجرد التعاطف مع الشعب اليمني..نفاقا موصوفا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى