ماذا لو اعتقلت روسيا زيلينسكي أو قتلته؟ “نيويورك تايمز”: هذا ما يفكر حلفاء أوكرانيا بفعله

بدأت حكومات غربية حليفة لكييف تفكر في تأمين بديل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حال تم اعتقاله أو قتله من قِبل القوات الروسية، في وقت لا يزال فيه زيلينسكي يرفض إجلاءه من بلاده ويُصر على قيادة المواجهة ضد الجيش الروسي.

جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة The New York Times، السبت 5 مارس/آذار 2022، عن مسؤولين غربيين لم تذكر أسماءهم.

الصحيفة قالت إن لدى حلفاء أوكرانيا مخاوف رئيسية حيال ضمان وجود حكومة أوكرانية مستقلة، في حال تمكّنت روسيا من السيطرة على العاصمة كييف، ووضع قيادة تقود البلاد وتكون موالية لموسكو.

مسؤولون غربيون قالوا للصحيفة الأمريكية إن وجود زعيم مستقل لأوكرانيا ويحظى باعتراف، سيُساعد في منع أي قادة مدعومين من روسيا في اكتساب الشرعية بالبلاد.

لذا يرى المسؤولون الغربيون أن وجود زيلينسكي أمر مهم، إذ إن وجوده في أوكرانيا خلال الحرب، وخطاباته التحفيزية كان لهما دور رئيسي في الحفاظ على الروح المعنوية للجيش الأوكراني.

كان زيلينسكي قد رفض مغادرة البلاد، وقال بشكل واضح إنه “يريد الذخائر” وليس الإجلاء، وكانت تقارير غربية قد ذكرت أن أمريكا في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا عرضت على الرئيس الأوكراني الإجلاء ونصحوه بالمغادرة، لكنه رفض.

تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن أمريكا وحلفاءها لن يعترفوا بأي حكومة قد تأتي بها روسيا لتُدير أوكرانيا، ولذا ترى الدول الغربية أن وجود زعيم مُعترف به بأوكرانيا سيساعد واشنطن والحلفاء على تقويض أية حكومة أخرى مقبلة بدعم من موسكو.

بحسب الصحيفة أيضاً فإن المسؤولين الأمريكيين وحلفاءهم يرغبون في أن تُجهز الحكومة الأوكرانية موقعاً بديلاً كمقر للقيادة، في حال سقطت العاصمة كييف في يد القوات الروسية، ووفقاً لمسؤولين تحدثوا للصحيفة، فإن أحد الأماكن المقترحة موقعاً في منطقة “جبال الكاربات” غرب أوكرانيا.

لكن المسؤولين الأوكرانيين لم يوضحوا ما إذا كان الموقع مجهزاً بالملاجئ ومزوداً بتقنيات اتصالات.

مخاوف الغرب من رحيل زيلينسكي دفعت مسؤولين أمريكيين أيضاً إلى مطالبة الأوكرانيين بألا يبقى كبار المسؤولين، الذين يُمكن أن يكونوا بدلاء للرئيس، في مكان واحد لفترة طويلة، خشية من استهدافهم.

في هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر قالت إنه مطلع على المحادثات قوله إن المسؤولين الأمريكيين طالبوا بنقل كبار المسؤولين الأوكرانيين إلى أماكن أكثر أمناً خارج العاصمة كييف.

تقول The New York Times، إنه وفقاً للدستور في أوكرانيا، فإن رئيس البرلمان الأوكراني هو الشخص الذي يمكن أن يخلف زيلينسكي، ويتولى منصب “الرئيس بالإنابة”، في حال حدث شيء سيئ لزيلينسكي.

رئيس البرلمان الأوكراني هو روسلان ستيفانتشوك، وقالت الصحيفة إنه حليف للغرب وهو أحد أبرز المساعدين للرئيس زيلينسكي.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة Washington Post، السبت 5 مارس/آذار 2022، عن مسؤول أمريكي قوله، إن بلاده “تُعد خطط طوارئ لكل احتمال، من بينها تشكيل زيلينسكي حكومة منفى في بولندا”.

كانت صحيفة The Times البريطانية قد قالت إن الرئيس الأوكراني نجا من ثلاث محاولات اغتيال على الأقل، الأسبوع الماضي، وأشارت إلى أن “روسيا أرسلت مجموعتين مختلفتين من مرتزقة فاغنر، وقوات شيشانية خاصة”، لقتل زيلينسكي.

يأتي هذا بينما لا تزال الدول الغربية تمد أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية لمواجهة الهجوم الروسي الواسع، وطالبت كييف مراراً بفرض منطقة حظر جوي فوق أراضيها، لكن حلفاءها رفضوا ذلك.

يُذكر أن روسيا أطلقت، في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى