فندق “سري” بجبال الألب يشهد اجتماعاً بحضور محققين إسرائيليين.. استعان بهم أمير إماراتي ضد رجل أعمال إيراني

شكَّل فندق صغير على ارتفاع 1000 متر في جبال الألب السويسرية ملتقى سرياً لمحققين خاصين بينهم إسرائيليون، لحل معركة قانونية تدور رحاها في هذه الأيام داخل المحاكم البريطانية بين رجل أعمال إيراني وأحد أبناء الأسرة الحاكمة في إمارة رأس الخيمة الإماراتية.

بحسب موقع Intelligence Online الفرنسي، الجمعة 13 مايو/أيار 2022، فإن فندق Moosegg الصغير مُصمّم للزوار الذين يبحثون عن موقع سري، كأنه مأخوذ من فيلم جيمس بوند، فبصرف النظر عن غرفه التي جدّدها مؤخراً بأسعار معقولة، يضم الفندق مطعماً رائعاً مع نافذة كبيرة توفر إطلالة بانورامية من موقعها الجبلي.

في هذا الفندق دارت واقعة، لم يُكشَف عنها حتى الآن، لكنها حاسمة في المعركة القانونية بين شركة الطيران الإيرانية الأمريكية التابعة لفرهاد عظيمة، والمحامي البريطاني نيل جيرارد، المحامي الخاص للأسر الحاكمة في إمارة رأس الخيمة.

يجب تسوية القضية نهائياً أمام محاكم لندن في الأسابيع القليلة المقبلة، فيما لا يزال رجل الأعمال الإيراني يحاول إثبات أنَّ المحامي، وهو موظف سابق في شرطة عاصمة إمارة رأس الخيمة، كان وراء اختراق حساب بريده الإلكتروني الذي نفذه متعاقدون هنديون وإسرائيليون لحساب الأمير سعود بن صقر القاسمي.

3 أيام داخل الفندق 

وفقاً لشهادات مختلفة، كان الفريق القانوني والاستخباراتي لرأس الخيمة بأكمله في الفندق من 1 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول 2019، وضم المحقق الخاص الذي يعمل معه الأمير سعود، ستيوارت بيج، والمتخصص في المخابرات الإسرائيلية الخاصة أميت فورليت، والرئيس التنفيذي لشركة رأس الخيمة للتنمية آنذاك جيمي بوكانان، والصحفي والمستشار الإسرائيلي مجدي الحلبي.

هناك، جمع الفريق أجزاء القصة، التي سيستخدمونها ليشرحوا للقضاة كيف حصلوا على مجموعة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ”عظيمة” التي اخترقوها.

وفقاً لشهود مختلفين، أمضى الفريق الأيام الثلاثة في الفندق يتدربون على المحاكمة دون مغادرة غرفهم مطلقاً، مع طلب أطباق فاخرة من المطعم وأفضل أنواع النبيذ من قبو الفندق.

تغطية آثار الجريمة 

وإدراكاً أنهم بحاجة إلى التزام الحذر التام؛ نظراً إلى أنَّ فرهاد عظيمة لديه فريقه الخاص من المحققين الذين يطاردون أولئك الذين عملوا في رأس الخيمة، اتخذت المجموعة الصغيرة أقصى قدر من الاحتياطات الأمنية.

فقد سلكوا طرقاً ملتوية للوصول إلى الفندق، واستقلوا رحلات جوية من باريس ثم القطار من مدينة بازل، ولتجنب تحديد الموقع الجغرافي، لم يأخذوا هواتفهم، واستخدموا فقط الهواتف “ذات الاستعمال الواحد” التي اشتروها حسب الحاجة.

طوال فترة إقامتهم في الفندق، أمّن الفريق الحراس الشخصيون والموظفون الخاصون بأميت فورليت، الذي بدا غريباً بالنسبة للمشاة العابرين الذين جاءوا لتوهم لتذوق الأطباق التي خصصها دليل Gault & Millau الفرنسي لتقييم الطعام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى