طبعة جديدة من “دلالات المقاومة في مسرح عبد الرحمن الشرقاوى”
تستهل الدكتورة سامية حبيب دراستها في مقدمة الكتاب بإضاءة أطوار تجربة الدراما الشعرية في الثقافة العربية، كاشفة عما انطوت عليها الأعمال الإرهاصية من معضلات درامية ولغوية وفنية، ثم تصطفی من مجمل منظومة أعمال الشرقاوى الإبداعية والفكرية النصوص المسرحية الشعرية الستة التي قدمها منذ الستينيات وحتى الثمانينيات؛ لتتخذ منها مجالًا للتحليل الدقيق، في إطار الدراسات السيميولوجية والبنيوية، وباعتماد نموذج رئيسي مُعدَّل، هو نموذج جريماس الفاعلي، لدراسة بنية الفعل المسرحي، وكشف علامية الزمان والمكان المسرحيين، ورصد سمات الذوات الفاعلة في البنية الدرامية، وتحليل الخطاب الشعري والصورة الشعرية بأشكالهما المتعددة.
الكتاب، إجمالا، ينهض ضمنيًا على محاولة طموح لمجاوزة المثالب المنهجية التي قامت عليها دراسات الدراما الشعرية عمومًا، ودرامات الشرقاوي على وجه الخصوص.
وقد تشارك تصميم الغلاف كل من ندى عوض الله وبلال محمد. وأشرف على تنفيذه ومراجعته دكتور محمود سعيد، ونسرين يوسف من فريق دار إضاءات.
وجاء في مقدمة الطبعة الثانية:
لهذا الكتاب (دلالة المقاومة في مسرح عبد الرحمن الشرقاوي) مكانة خاصة عندي؛ لعدة أسباب؛ أهمها أنه أول كتاب صدر لي في سلسلة خاصة من الهيئة المصرية العامة للكتاب. كما أن الكتاب في الأصل كان بحثا علميا نلت عنه درجة الماجستير في التخصص العلمي الذي أحببت (النقد والدراما).
والسبب الآخر أن محور الكتاب “المسرح الشعري”، أي المكتوب شعرا، كان من هواياتي كقارئة، أستمتع بالشعر والاستماع إلى أصدقائي من الشعراء الشباب ممن بزغ اسمهم في الثمانينيات والتسعينيات وصاروا رفاق درب، مثل الراحل عمر نجم، وأحمد الشهاوي، وأمين حداد، ووليد منير رحمه الله الذي كانت رسالته للماجستير حول مسرح وأشعار صلاح عبد الصبور فريدة في أصالتها، ومحفزة لأي باحث أن يحذو حذوه؛ خاصة حين تناول ذلك الإنتاج الفريد لصلاح عبد الصبور من منظور المناهج النقدية الحديثة.