الكتابة على رائحة الخبز .. ماذا فعل محمد النعاس لكتابة رواية البوكر؟
انتهى الكاتب الليبى محمد النعاس من رواية خبز على طاولة الخال ميلاد في 27 أغسطس 2020 وقد فازت الرواية في 2022 بجائزة البوكر العربية، لكن ماذا كتب الروائى الليبى عن روايته الأولى؟.
كتب النعاس حين انتهى من كتابة روايته الأولى بتاريخ 27 أغسطس 2020 على صفحته بموقع فيس بوك: سبعون ألف كلمة، مئات من الساعات من العمل وسنتان من التفكير والتخطيط، الكتابة تحت تأثير رائحة الخبز، في ظل الرطوبة والحرارة، أيام من الإحباط ومراجعة الذات، أيام من العمل الشديد يمتد بعضها إلى عشر ساعات، الشغف والحب والسعادة التي تجلبها القصة عندما تحل عقدة ثبطت مسيرة عملك، ألم في الظهر وعين حمراء منتفخة، وجلد جبهة مسلوخ من العرق، مئات السجائر وأكواب القهوة، العمل على أنغام المولدات وموسيقى الراب والروك والراى والريجي، حذف مسودات وتغيير الأسلوب لمرات، المراجعة، التدقيق، المراجعة مرة أخرى والتدقيق أكثر، وأخيرا الرواية التي لم أنجذب إلى كتابة سابقتها كما فعلت معها.. تنتهى.
وتدور رواية خبر على طاولة الخال ميلاد في مجتمع قريته المنغلق حيث يبحث ميلاد الأسطى عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه ويفشل طوال مسار حياته فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خص المجتمع المرأة بها، فيها تعمل حبيبته على إعالة البيت، وهكذا يقلبان الأدوار الاجتماعية، ويظل ميلاد مغيبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يفشي له ابن عمه ما يحدث حوله .
تتناول الرواية تعريفات مجتمع القرية المختلفة للرجولة ، لكنها تحتفظ بتعريف واحد للرجل الضد أو ” اللا رجل ” الذي يكون ميلاد الأسطى رمزا له، وتعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم ” الجندر” وتدين القوالب النمطية الجاهزة التي تحصر وظائف كل من المرأة والرجل في أطر محددة.