جدري القرود يتحوَّر بمعدل غير مسبوق.. دراسة علمية: الفيروس يواصل التطور أثناء دورة التفشي الحالية
يشهد فيروس جدري القرود طفرات بمعدل أكبر من المتوقع، بالتزامن مع ارتفاع أعداد الحالات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفقاً لما توصَّل إليه علماء برتغاليون خلال تحقيقهم في التركيب الجيني للمرض.
وكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، نشرت دراسة برتغالية، أوضح خلالها العلماء أن أحدث سلالات جدري القرود تحتوي على نحو 50 اختلافاً وراثياً، مقارنةً بالسلالات التي كانت منتشرةً بين عامي 2018 و2019، حين كان انتشار الفيروس يقتصر على بعض أجزاء من إفريقيا.
كما توصَّل العلماء إلى أن الفيروس يواصل التطور أثناء دورة التفشي الحالية، على صعيد عددٍ من التغيّرات الصغيرة في الشيفرة الجينية، والاختلافات الوراثية الصغيرة، بالإضافة إلى جين محذوف وفقاً للدراسة المنشورة في دورية Nature Medicine العلمية يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران.
العثور على العديد من الطفرات
إلى ذلك، قال جواو باولو جوميز، المؤلف المشارك ورئيس وحدة علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية في المعهد الوطني للصحة بالبرتغال، إن عدد الطفرات كان “غير متوقع”.
وأضاف: “بالنظر إلى أن فيروس جدري القرود لعام 2022 من المحتمل أن يكون خلفاً للفيروس الذي انتشر في نيجيريا عام 2017، فلم يكن يتوقع أكثر من 5 إلى 10 طفرات إضافية، وليس الـ50 التي لوحظت”.
وأعرب عن أمنيته أن تجري المجموعات المتخصصة تجارب معملية؛ لفهم ما إذا كان فيروس 2022 قد زاد من قابليته للانتقال بين الناس.
كما قال الباحثون إن عملهم يُظهر أن تسلسل الجينوم الفيروسي لجدري القرود قد يكون دقيقاً بما يكفي لتتبع انتشار التفشي الحالي، ومعرفة كيف يمكن أن يتغير الانتقال، وهذا بدوره سيسمح لصناع القرار بإدخال تدابير للحد من انتشار جدري القرود.
ويُمكن أن يصبح المرض مميتاً في بعض الحالات، فضلاً عن أن غالبية الحالات المرصودة حالياً كانت بين رجالٍ يمارسون الجنس مع رجال آخرين.
معدل الإصابات حول العالم
وتتابع السلطات حول العالم تطور تفشي جدري القردة وتُوسّع عمليات التطعيم للجماعات الأكثر عرضةً للخطر، في محاولةٍ لاحتواء انتشار الفيروس الذي وصل إلى أكثر من 3.300 حالة مسجلة عالمياً.
لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية قالت إن الفيروس يتصرف كما هو متوقع، بينما تنظر حالياً في توسيع استخدام لقاح جدري القردة ليشمل الأطفال.
في السياق، قال غريغوري أرمسترونغ، مدير مكتب الكشف الجزئي المتقدم بالمركز الوطني للأمراض الناشئة والحيوانية، في مقابلةٍ أجراها يوم الخميس 23 يونيو/حزيران: “تُشير جميع الأدلة المتاحة حتى الآن إلى أن الفيروس يتصرف كما توقعنا. إذ يُعتبر أكثر استقراراً من غالبية الفيروسات، ولهذا لا نتوقع أن يشهد طفرات بوتيرة نفسها سارس-كوف-2”.