قريبًا.. دار الشروق تصدر الطبعة المصرية من رواية “أنت تشرق.. أنت تضيء”
“شعرت أنها تسمعه، تسمع ذلك الصدى الذي يأتي من الماضي السحيق عابرًا آلاف الأعوام. تسمعه وهو يرتل، وهو يبتهل، وهو يردد: «يُسبّح لكَ الذين في الأعالي والذين فى الأعماق.. لعلك ترضى عني حتى أرى جمالك.. أنت تشرق… أنت تضيء..أنت تشرق… أنت تضيء».
كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها في السفينة الملكية. كانت مخلفة لها ظهرها، تراقب الأفق موجهة وجهها للشمس،اقتربت أكثر منها، أكثر، أصبحت على حافة جسدها. رائحة البخور، حفيف الثوب، مجاديف تحركها العبيد، أشرعة تخفق، تسير السفينة بسرعة في اتجاه اللا مدى.
شعاع الشمس يخترق كيانهما، يدفئ ويضيء روحيْهما، ويمنحهما الحياة مجدَّدًا تسمعها ترتل: «أنت تشرق… أنت تضيء»، وترتل معها، اقتربت منها، اقتربت أكثر، لا شيء يفصلهما، تسمع أنفاسها، تشعر بكيانها، تستشعر وجودها. اقتربت أكثر، مدت يدها تكاد تلمسها”.
يذكر أن رشا عدلي؛ روائية مصرية، وباحثة في تاريخ الفن. لها ثمانية أعمال روائية، فضلًا عن كتاب (القاهرة.. المدينة الذكريات) عن فن الاستشراق وصلت روايتاها: «شغف» و«آخر أيام الباشا» إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر.
حصلت الترجمة الإنجليزية لرواية «شغف» على جائزة بانيبال الدولية 2022، ووصلت للقائمة الطويلة لجائزة دبلن الدولية للأدب 2022. تهتم في رواياتها بالجمع بين الأدب والتاريخ والفن التشكيلي، وتمزج بين هذه الأجناس التعبيرية في سياق أدبي مميز ومختلف.
يقوم أسلوبها في الغالب على رحلة ذهاب وعودة بين فترتيْن تاريخيتيْن بشكل تتفاعل فيه أحداث تاريخية مع أحداث الحاضر؛ بحيث تبدو كل الأحداث في النهاية كخيط ممتد من زمن إلى آخر، وهي تسعى بذلك إلى تقديم قراءة (روائية تخيلية) تتضمن دعوة لإعادة النظر في الكثير من المسلمات المثبتة في الكتب وفي أذهان الأجيال الحالية، بينما انتهت صلاحيتها على الشكل الذي وصلت عليه حاضرًا، مع نهاية المرحلة التي أفرزتها.