مشاكسات

إرهاب الدولة..   حماس.. اللغة المفارقة..!

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟

إرهاب الدولة..

أدانت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد عملية القدس، وأكدت أن 5 مواطنين أمريكيين أصيبوا فيها.

خارج البلدة القديمة في القدس الذي أسفر عن سقوط ثمانية ضحايا على الأقل، من بينهم خمسة مواطنين أمريكيين على الأقل. ونتمنى لجميع الضحايا الشفاء العاجل.

مشاكسة.. ألا يظهر بيان الخارجية الأمريكية موقفا عدوانيا ضد الشعب الفلسطيني، بتوصيفه العملية الفدائية ضد حافلة تقل مستوطنين غزاة في القدس المحتلة بأنها عملية إرهابية؟ ثم من هو الإرهابي والحال هذه قطعان المستوطنين الذين يحتلون الضفة والقدس حسب قرارات الأمم المتحدة وليس حسب بوصلة الشعب الفلسطيني الذي يعتبر أن فلسطين من البحر إلى النهر هي أرض محتلة؟  ثم ماذا يفعل هؤلاء الأمريكيون في القدس التي تعيش حالة اشتباك مستمر منذ عقود  كونها أرض  محتلة؟ ثم ألا ينطبق على الأمريكيين ما ينطبق على الغزاة المحتلين من قطعان المستوطنين، كأهداف مشروعه، كونهم لم يستهدفوا بصفتهم أمريكيين، ولكن لأنهم وضعوا أنفسهم مع سبق الإصرار ضمن هذه المعادلة؟ لكن أين الخارجية الأمريكية من المجازر الصهيونية والحرب على مدن الضفة والقطاع ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والحصار اللاإنساني على غزة؟ ثم عندما توصف الخارجية الأمريكية عملية القدس بأنها إرهابية.. فإن السؤال هو ما الدافع وراء إقدام هذا الفدائي الشجاع على ذلك؟ أليس هو إرهاب الدولة الصهيوني المحمي بنفوذ أمريكا في المؤسسات الدولية؟ ثم ألا تعتبر أمريكا راعية للإرهاب الصهيوني بجيشه وقطعان مستوطنيه ومعتوهي مدارسه الدينية، كونها الراعية لهذا الكيان العنصري الإرهابي المجرم؟ فمن هو الذي يستحق توصيف الإرهابي والحال هذه أليس الكيان القائم بالاحتلال ومن يدعمه؟

حماس.. اللغة المفارقة..!

قال الناطق باسم حركة حماس: إن “الاحتلال  الصهيوني الإرهابي يوسع من عدوانه على شعبنا وأمتنا”. وهو يرتكب اليوم عدوانا جديدا عبر القصف الهمجي لأراضي سوريا”.

وهذا “الارهاب الصهيوني” المتواصل والممتد في كل المنطقة، يجب أن يواجه بموقف موحد من كل قوى الأمة في المنطقة، لمنعه من مواصلة عربدته، ووضع حد لعدوانه على أمتنا.

مشاكسة.. ترى هل هي حماس التي تقول ذلك، وعن سوريا؟ أليست هي نفس سوريا التي تآمرت عليها حماس، وطعنتها في الظهر وهي التي رفضت بيعها وواجهت أمريكا دفاعا عنها؟ ثم أليست مفارقة مضحكة أن تتحدث حماس عن وحدة الأمة للتصدي للعدوان الصهيوني، فيما هي التي نفذت انقلابا دمويا فصلت فيه الضفة عن غزة ومزقت الجغرافيا الفلسطينية وما تزال؟ ثم ألا يجب وحماس تطالب الغير بالتوحد  أن تكون هي القدوة وتضرب مثلا عمليا على ذلك؟ ثم ألم تبتلع حماس كل وعودها وتحذيرها بحرب دينية إذا مس الصهاينة الأقصى في مسيرة الأعلام الصهيونية ويوم نزول التوراة، عندما عاث المتطرفون اليهود بالقدس وأقصاها، فيما أهل القدس وفلسطين ينتظرون أن تفي حماس بما وعدت،  لكن حماس.. خذلت الجميع وغابت وصمتت صمت القبور؟ ثم أين كلام الناطق باسم حماس عن الوحدة لمواجهة الكيان عن موقف حماس الفعلي من حرب الكيان الأخيرة على غزة التي تحكمها حماس (إمارة حماس)،عندما وقفت موقف المتفرج فيما يشن الكيان الصهيوني حربا دموية على غزة بذريعة استهداف حركة الجهاد؟ أليس هذا هو النفاق والتضليل رغم تدثره برداء ديني؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى