هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحية ؟.. الإفتاء: بشرط واحد
وقد أمرنا الله – سبحانه وتعالى – بغضِّ البَصر عن ما هو أهون من هذا بكثير؛ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
ما يجب على من شاهد تلك الأفلام، فهو المسارعة إلى الله – تعالى -بالتَّوبة النصوح؛ فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وكل من تاب توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فالله تعالى يقبل توبته؛ قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].
وشروط التوبة الصادقة:
1- الإقلاع على الفَوْرِ والمُبادرة بالتوبة والاستغفار.
2- النَّدم على ما فعل. والعزم الجازم على عدم العود أبدًا تعظيمًا لله سبحانه، وإخلاصًا له، وحذرًا من عقابِه.
فالعبدَ إذا أذنبَ ثُمَّ تاب مِن ذُنُوبِه وصدق في توبته، فإنَّ الله يقبَلُ توبَتَه، ومن ثمّ أمر بالمسارعة إلى المغفرة وإلى جنة عرضها السماوات والأرض؛ قال الله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 133 – 135].
وسماحة الدين الإسلامي لا تطرد أحدًا أو تبعده من رحمة الله، إنما ترفع التائب إلى أعلى مرتبة، مرتبة المتقين، على شرط واحد، شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته، أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم، وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه خطيئة، وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء، بمعنى أن ينكسر العبد لله ويستسلم له في النهاية، فيظل في كنف الله ورحمته وفضله.
سؤال تم توجيهه لدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو منشور له عبر قناة دار الإفتاء المصرية، عبر اليوتيوب.
وأجاب الشيخ محمود شلبي، قائلاً: قال الله تعالى فى سورة المؤمنون ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))، وجاء فى الحديث (العينان تزنيان وزناهُما النظرُ).
وأشار الى أن مشاهدة الأفلام الإباحية حرام لا تجوز، ومن فعل ذلك عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه ويبتعد عن ذلك تماماً، ومن ثم الأعمال الصالحة.
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمون السؤال: ما هو حكم مشاهدة الأفلام الإباحية وهل يطبق على من يصر على مشاهدتها حد الزنا؟.
ورد ممدوح، قائلًا: الأفلام الإباحية هي لعنة تجلب غضب الرب وتورث الإنسان سواد المعصية ، وهي سبب عظيم من أسباب البلاء ومشاهدتها ذنب ولا يطبق على مرتكبها حد الزنا لان الزنا شيء ومشاهدة هذه الأفلام القبيحة شيء آخر، ناصحًا على من يقدم على مشاهدة هذه الأفلام أن يتقي الله عز وجل وأن يحفظ نعمة البصر التي أنعم بها الله عليه.
أشاهد الأفلام الإباحية فهل أترك الصلاة ؟
أرسل شخص سؤال الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية يقول فيه: “أشاهد الأفلام الإباحية وأمارس العادة السرية ، فأترك الصلاة بسببهما فهل هذا صحيح وماذا أفعل؟
رد الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء للرد على أسئلة المتابعين ، قائلا: أولا مشاهدة الأفلام الإباحية حرام شرعا وتضعف الإيمان وتجلب الفقر على صاحبها وتغضب الله عز وجل، وكذلك العادة السرية حرام شرعا ولا تجوز.
أكد الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على ضرورة مراقبة العبد لربه في كل أقواله وأفعاله، مشيرا إلى أنه من يختار طريقة موته، ومصيره بعد الموت سواء جنة أو نار.
وأوضح «الجندي» خلال برنامج «لعلهم يفقهون»، أن ارتكاب المعاصي والذنوب، أو الأعمال التي تُرضي الله سبحانه وتعالى، هي ما ينبغي للشخص الاختيار بينها في حياته، والتي تُحدد طريقة موته ومصيره، كذلك، فالشخص قد يموت أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية، وعليه يموت على معصية.
وأضاف أن الشخص هو من يختار طريقة موته، وكذلك مستقره بعد الموت في الجنة أم النار، وذلك بفعل الطاعات التي تُدخله الجنة، إن قبضت روحه أثناء قيامه بها، أو المعاصي ومن ثم جهنم، منبهًا إلى أنه ينبغي على الشخص مراقبة الله في أفعاله وأعماله، بشكل دائم، فلا أحد يعرف متى يُقبض.