ثقافة وأدبثقافة وفنون

أمريكا.. ثقافة الاحتيال .. أمريكا..أيضا ربانية!

مشاكسات

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة”؟

أمريكا.. ثقافة الاحتيال

أعلنت وزارة العمل الأميركية الخميس أنّ أكثر من 45 مليار دولار من إعانات البطالة ذهبت عن طريق الاحتيال إلى أناس لا يستحقّونها.

وأظهر تقرير جديد للمفتّش العام في الوزارة أنه بين مارس 2020 وأبريل 2022، صُرف ما مجموعه 45,6 مليار دولار من إعانات البطالة عن طريق الاحتيال.

مشاكسة.. أليست سياسية الاحتيال هي مكون من مكونات الثقافة التي تأسست عليها أمريكا؟ ثم ألا يعبر هذا التقرير أن الاحتيال بهذه المبالغ الضخمة يعكس جوهر الشخصية الأمريكية؟ ثم ألا يمكن توصيف هذا الكم من الاحتيال كأحد تجليات الفساد في البنية الأمريكية؟ ثم ألا يعتبر ما جرى هو أحد مخرجات الثقافة التي تروج لها الأفلام الأمريكية والفن الأمريكي، من أن مجرد التفكر في مال شخص طبيعي أو معنوي، عبر السطو أو طلب فدية ، أو بلطجة، اعتبر من يفكر أو يقوم بذلك، أن مال الآخر أصبح حقا مشروعا له وفق ثقافة الحلم الأمريكي التي شكلت وعيه، عبر التعبير المتداول “أين مالي”؟  ثم أليس هذا هو جوهر الحلم الأمـريكي، والثقافة التي يجري زرعها في أذهان الأمريكيين وتصديرها للشعوب الأخرى؟ أليس الاستحواذ بصرف النظر عن الوسيلة، هو ما يقوم به الأمريكيون ضمن موروث ثقافة (الكاوبوي)؟ ثم هل هذا هو النموذج الأخلاقي والإنساني الذي تروج له الثقافة الأمريكية، وترغم الكثير من الدول الذي تقبل أن تكون تابعة، وبلا إرادة أن تتبناه؟ ثم هل يحق لأمريكا أن تعظ الشعوب وتبشر بالقيم الأمريكية التي عبر عنها التقرير أصدق تعبير “الاحتيال” ، ويضاف لها الكذب والبلطجة؟ ثم أليست هذه هي أمريكا التي كانت قبلة المغامرين والطامحين في الثراء السريع من الأوروبيين عبر ما يسمى الحلم الأمريكي، فدمروا وأبادوا السكان الأصليين وثقافتهم؟

أمريكا..أيضا ربانية!

كشفت الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات الأمريكية ريبيكا كوفلر، أن العلاقات الوثيقة بين روسيا والصين تشكل تهديدا لمطالب الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم.

ونقلت قناة “فوكس نيوز” عن كوفلر قولها: “إذا كانت هذه الدول، التي يعتبرها البنتاغون أقرب المنافسين لأمريكا، تشكل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة، فإن تحالفها سيزيد من هذا الخطر فقط”.

مشاكسة.. هل ما تزال أمريكا تعتقد أن من حقها السيطرة على العالم؟ ثم من أعطي أمريكا الحق في أن  تفكر مجرد التفكير في السيطرة على العالم؟ ثم ألم تستوعب الولايات المتحدة الأمريكية أن العالم يتغير، وأن حقبة القطب الواحد أصبحت من الماضي؟ ثم ألم تستوعب الولايات المتحدة بعد، أن مبدأ مونرو سيء الصيت “أمريكا للأمريكيين” أي للولايات المتحدة،  باعتبار تلك الدول  حديقة خلفية لها، قد أصبح من الماضي؟ا ثم لماذا تصنف الولايات المتحدة روسيا والصين كتهديد لها؟ ثم لماذا لا يكون العكس، أي أن الولايات المتحدة هي التهديد الفعلي لروسيا والصين وكل دولة تريد أن تكون مستقلة؟ ثم من هو الذي يمثل التهديد الفعلي، الدولة التي تنتشر قواعدها وقواتها في بحار ومحيطات وأراضي الدول التابعة بعيدا عن الولايات المتحدة بعشرات آلاف الأميال أم العكس؟ ثم أليس هذا الحشد العسكري الأمريكي ودعم واشنطن لدول مناوئة لروسيا والصين هو التهديد الفعلي لهما؟ ثم هل الولايات المتحدة أيضا ربانية وتملك تفويضا ربانيا بملكية العالم، ليكون قدر العالم أن تسيطر عليه واشنطن؟ ثم هل على دول العالم أن تسلم وأن لا تنازع في حق الولايات السيطرة على العالم، كونها دولة الله المختارة؟ ثم ما الذي يغضب الولايات المتحدة من التحالف الروسي الصيني، فيما الولايات لديها حلف الناتو، ودول كبرى أخري في علاقة تبعية لها، وأن سياسات تلك الدول تتبع الموقف الأمريكي من الصين وروسيا؟ ليكون السؤال من هو الذي يمثل تهديدا للآخر، هي والدول التابعة لها للصين وروسيا ؟ أم أن روسيا والصين هما التهديد لأمريكا؟ ثم ألا تكشف المعطيات والممارسات أن أمريكا وتوابعها من الدول هم التهديد الفعلي للصين وروسيا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى