بعد الاعتذار عن “غزو الغابة للحديقة”.. هل ينجو بوريل من زلة لسانه؟
وقع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي في زلة لسان، فتحت عليه باب الانتقادات لعنصريته العابرة للقارات
وبعد التنديد الكبير بتصريحاته العنصرية التي شبه فيها أوروبا بـ”الحديقة”، التي يحاول باقي العالم الذي أشار إليه بـ”الغابة” غزوها، اضطر بوريل في وقت متأخر أمس الثلاثاء، إلى نشر اعتذار طويل، اعتبر فيه أن كلماته فُسرت على نحو لم يقصده، حين كان يتحدث في نشاط دبلوماسي ببلجيكا في الـ13 من أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
سقطة بوريل السياسية -كما وصفها المنتقدون- حاول تداركها باعتذار طويل، رأى فيه أن استعارة “الحديقة” و “الغابة” ليست من اختراعه، وألقى باللائمة في استخدام المصطلحين على “المحافظين الجدد” في الولايات المتحدة، فيما تبرأ من مدرسة الفكر السياسي تلك، وحاول ربط حديثه بالأزمة الأوكرانية.
وقال المسؤول الذي يعتبر وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن “الغابة” ليس لها دلالة عنصرية أو ثقافية أو جغرافية. ولا علاقة لها بـ”مركزية أوروبية استعمارية”، مقدما اعتذاره لمن شعر بالإهانة، ومشددا على أنه قاوم خلال حياته “العنصرية” و”ازدراء الأشخاص”.
وستكون دعوات الاستقالة التي رفعها النشطاء الأوروبيون ضاغطا قويا على صناع القرار في الاتحاد الأوروبي، لإقالة جوزيب بوريل، كما أن الأخير سيكون في موقف حرج مستقبلا، وهو يقابل شخصيات ومسؤولين من حول العالم، هالهم جنوح تصريحات الرجل إلى قواميس بائدة، وتوسعية,
ووصفت حركة الديمقراطيين الأوروبيين “diem25″، تصريحات بوريل بأنها “كشفت عن العقلية العنصرية والاستعمارية المخيفة التي تتخلل حتى أعلى مستويات القيادة السياسية الأوروبية”، ونشرت عريضة للمطالبة باستقالته، ونعتت سلوك بوريل بـ”غير لائق للمنصب الذي يشغله. نطالب باستقالته على الفور”.
الدعوة لاستقالة بوريل، وصلت نواب البرلمان الأوروبي، وجاءت على لسان النائبة سفينيا هان، التي تساءلت: “كيف ينتهي بنا المطاف أمام شخص غير دبلوماسي كبوريل، يحمل صفة أكبر دبلوماسي يمثل الاتحاد الأوروبي”.
وطالبت عضوة البرلمان الأوروبي عبر تغريدة بـ”تويتر”: بوزير خارجية حقيقي في التكتل الأوروبي، يتبع سياسة خارجية تمثل أوروبا، معتبرة أن تزكية الدول الأعضاء غير كاف ليكون الشخص مؤهلا للمنصب، في إشارة إلى بوريل.
ولا يزال الاتحاد الأوروبي يلتزم الصمت حيال تصريحات بوريل، وهو مؤشر على أنه يجري في أروقة التكتل انتظار صدى الاعتذار الأخير، قبل اتخاذ أي قرار بإقالة المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية، فهل يختفي بويل في “غابة” تصريحاته، ويطرد من “حديقة” الدبلوماسية الأوروبية؟.