القمة العربية بالجزائر.. تحذيرات من حرب باردة جديدة بسبب أوكرانيا
وأكد أبو الغيط، خلال كلمته باجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر المقرره يومي 1 و 2 نوفمبر المقبل ، أن المرحلة القادمة تقتضي تنسيقا بين الدبلوماسيات العربية لصياغة مواقف جماعية قوية.
وشهد الاجتماع الذي عقد بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر ، تسليم الرئاسة الدورية للقمة العربية في دورتها الـ٣١ من تونس إلى الجزائر وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
وقال أبو الغيط إن القمة العربية هي الآلية الأهم من آليات العمل العربي المشترك.
وأضاف:” نتابع تواتر الأزمات العالمية وبات واضحا أن الاستعداد لها يقتضي عملا مؤسسيا وتكامليا، لافتا إلى أن أزمة الغذاء تمثل أولوية مهمة ونأمل تدشين استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد أن “حل الأزمات العربية يظل المفتاح الأهم لإنهاء التدخلات الأجنبية”، متابعا:” نسعى من خلال القمة العربية بالجزائر لوضع خطّة للعمل العربي المشترك لمواجهة التحدّيات”.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هذه الأزمات “لم تُثقل كاهل المنطقة بكلفة إنسانية واقتصادية تفوق التصور فحسب، ولكنها وفرت كذلك ثغراتٍ نفذت منها قوى إقليمية غير عربية، لتُمارس أدواراً تخريبية من أجل الهيمنة على بعض المجتمعات العربية، والاستفادة من واقع الأزمة لتحقيق مصالحها”.
كما شدد أبو الغيط على ضرورة معالجة هذه الأزمات، والتوصل إلى تسويات سياسية توقف نزيف الدم والحروب في الدول التي تُعاني منها، يظل المفتاح الأهم لإنهاء هذه التدخلات الضارة والمُزعزعة للاستقرار التي تُمارسها الأطراف الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية.
وحول القضية الفلسطينية أشار إلى أنها “تمر بمرحلة صعبة تُنذر بما هو أسوأ وأشد خطراً، لافتا إلى أن إسرائيل تمارس هوايتها المعهودة في اللعب بالنار، غير عابئة بأن سياسات العنف والقمع ضد الفلسطينيين تمحو كل أثر لاتفاق أوسلو، وتقوض الأساس الذي يُمكن أن ينهض عليه حل الدولتين في المستقبل”.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التونسي عثمان جرندي، إن بلاده سعت في ظروف غير مسبوقة تمثلت في جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، خلال رئاستها للجامعة العربية على مستوى القمة، في دورتها السابقة الـ30.
وأشاد وزير الخارجية التونسي بجهود الجامعة العربية، والأمين العام أحمد أبو الغيط، بالإجراءات المتخذة من الجامعة لإنجاح القمة.
وأوضح الجرندي، أن بلاده سعت خلال السنوات الثلاث الماضية في ظروف غير مسبوقة لمواجهة التحديات التي واجهت المنطقة العربية والتي من بينها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية زكا تسببت فيه تلك الأزمتان من تداعيات على الصعيد العربي.
وأشار إلى أن تونس عملت على دعم التواصل والعربي ودعم توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المحدقة بالمنطقة خلال تواجدها بمجلس الأمن الدولي، إلى جانب مساندة موقف الدول لتسوية الأزمات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ودعا وزير الخارجية التونسي إلى أن تمثل القمة العربية تحرك استثنائياً لتوحيد المواقف العربية لاستعادة سوريا استقرارها واليمن والعراق ولبنان.
وفي السياق ذاته، أكد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم ينعقد للتحضير للقمة بعد انقطاع دام ٣ أعوام ونصف العام “لم نتمكن خلالها من الحفاظ على دورية اجتماعانا بسبب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على جميع مناحي الدول”.
وأضاف، في كلمته، نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن “الأزمة الأوكرانية تأتي بأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية لتخلق واقعاً متأزماً يؤثر على المنظومة الدولية بما فيها منطقتنا العربية، وفي ظل تلك الأوضاع التي تعمق حدة التحديات المشتركة التي تواجهنا يتطلب مضاعفة الجهد تستنير بمبدأ وحدة المصير وما ينضوي عن ذلك من وحدة الالتزامات لنهضة الأمة العربية، ومن هذا المنطلق فإننا نعول كثيراً على العمل العربي المشترك وفق نهج يمكننا بصفة جماعية من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا”.
وأوضح أن “التطورات التي يشهدها العالم “غم تعقيدها وتشعب أبعادها يجب ألا تنسينا همومنا وقضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع العصيبة التي تمر بها دول ليبيا وسوريا واليمن والصومال والسودان ولبنان”.