خدعهم وحيّرهم لسنوات.. إيطالي يعترف بسرقة أكثر من ألف مخطوطة غير منشورة لمؤلفين مشهورين

اعترف موظف إيطالي سابق، في مقر دار النشر الأمريكية “سايمن أند شوستر” في لندن، بسرقة أكثر من ألف مخطوطة لكتب غير منشورة، منها مخطوطات لمؤلفين بارزين، بفضل نظام مبتكر لانتحال الهوية، ليحل بذلك لغزاً حيَّر الأوساط الأدبية طيلة سنوات.

صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، إن ممثلي الادعاء الفيدراليين بولاية نيويورك الأمريكية، قالوا في بيانٍ إن فيليبو برنارديني (30 عاماً) قد أقر بالذنب، في ارتكابه الجريمة المصنفة ضمن جرائم الاحتيال بالولايات المتحدة.

زعم برنارديني في البداية أنه غير مذنب، إلا أنه اعترف بالذنب بعد ذلك ضمن اتفاق مع الادعاء العام لمنطقة نيويورك الجنوبية، ووافق على دفع تعويض قدره 88 ألف دولار أمريكي.

يبلغ الحد الأقصى للعقوبة على جريمته 20 عاماً من السجن، ومن المقرر أن تصدر محكمة مانهاتن الفيدرالية حكمها على برنارديني في 5 أبريل/نيسان 2023.

كان برنارديني قد انتحل صفة وكلاء وناشرين عبر البريد الإلكتروني، للحصول على روايات ومؤلفات مختلفة من الكتاب وممثليهم، وذاعت أخبار عمليات الاحتيال التي ارتكبها برنارديني في الأوساط الأدبية طيلة سنوات.

ورد أن قائمة الروائيين الذين تعرضوا للخداع شملت مؤلفين مشهورين: منهم الكاتبة الكندية مارغريت آتوود، والروائي البريطاني إيان ماك إيوان، والروائية الأيرلندية سالي روني.

صار الأمر معروفاً للجمهور، في يناير/كانون الثاني 2022، بعد أن ألقى عملاء مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي القبضَ على برنارديني، في مطار جون كنيدي بولاية نيويورك.

بحسب الصحيفة البريطانية، انتحل برنارديني، منذ أغسطس/آب 2016، حتى اعتقاله العام الماضي، صفةَ مئات الأشخاص العاملين في عالم النشر، من خلال إرسال رسائل بريد إلكتروني عبر حسابات مزيفة، وكانت عناوين البريد الإلكتروني التي يستخدمها تشبه العناوين الأصلية للناشرين، عدا بعض الحروف التي كان يُغيرها، ويقول المدعون إنه انتحل صفة أكثر من 160 جهة.

تمكّن برنارديني من سرقة أكثر من ألف مخطوطة لكتب غير منشورة – صورة تعبيرية – Shutter Stock

من جانبه، قال داميان وليامز، المدعي العام الأمريكي لمنطقة نيويورك الجنوبية، إن “فيليبو برنارديني استخدم معرفته بصناعة النشر من الداخل، في التدبير لمخطط تضمَّن سرقة أعمال ثمينة من مؤلفين، وتهديد صناعة النشر”.

أضاف وليامز أن “برنارديني استغل معارفه في مجال النشر لإنشاء نظام لسرقة لأعمال المؤلفين القيّمة، متسبباً بضرر” لهذا القطاع، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

كان مدير أعمال الكاتبة الكندية مارغريت آتوود كشف في عام 2019 عن سرقة مخطوطة رواية “الوصايا” The Testament، وذكرت مجلة New York Magazine في عام 2021، أن محرراً مزعوماً اتصل من إيطاليا بالمحررين السويديين لسلسة “ميلينيوم” Millennium للكاتب السويدي ستيغ لارسون، وطلب نسخةً مسبقة من الإصدار الجديد للسلسلة لترجمتها إلى الإيطالية قبل نشرها.

كذلك توصَّل تحقيق أجرته صحيفة The New York Time الأمريكية، في نهاية عام 2020، إلى أن الروائية الأيرلندية سالي روني، مؤلفة رواية “أناس عاديون” Normal People، والبريطاني إيان ماك إيوان، مؤلف رواية “الكفَّارة” Atonement، والممثل الأمريكي إيثان هواك، قد تعرضوا للخداع أيضاً.

لم يتضح دافع برنارديني من الاحتيال قط، وزاد من حيرة الضحايا أن السرقات لم يتبعها مطالبة بالمال، كما لم تُنشر الأعمال على شبكة الإنترنت.

وبعد مدة وجيزة من الاعتقال، كان الملف الشخصي لبرنارديني على موقع LinkedIn يورد أنه يعمل “منسق حقوق” في دار نشر “سايمون آند شوستر”، وأنه حاصل على درجة البكالوريوس في دراسة اللغة الصينية وآدابها بجامعة ميلانو الإيطالية، ودرجة الماجستير في النشر من “كلية لندن الجامعية” لولعِه “بالنصوص واللغات”.

لم تُوجه اتهامات بارتكاب أي مخالفات لدار النشر “سايمون آند شوستر”، لكن الدار قالت في بيان يوم الجمعة، 6 يناير/كانون الثاني 2023، إن “الادعاءات الواردة بحق برنارديني كانت مثاراً للصدمة والذعر”.

كذلك أكدت الدار أن “حماية الملكية الفكرية للمؤلفين من أهم أولويات دار النشر”، وأضافت: “نحن شاكرون لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ووزارة العدل لدفاعهما عن حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين، وتأييدها في جميع أنحاء العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى