“أنصار الله” تعلن الإفراج عن قائد بارز في الجيش اليمني بعد 8 أعوام من أسره
أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، اليوم السبت، أن زعيمها عبد الملك الحوثي، وجه بالإفراج عن قائد بارز في الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، ضمن مبادرة من طرف واحد، وذلك بعد أكثر من 8 أعوام من أسره.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” في نسختها التي تديرها “أنصار الله”، أن “رئيس الوزراء [في حكومة الإنقاذ الوطني المشكلة من الجماعة] التقى وفداً من قبائل محافظات أبين وشبوة والبيضاء يزور صنعاء حالياً، وأبلغه بتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، بالإفراج عن الأسير فيصل رجب، وتسليمه للوفد صباح يوم غد الأحد بالتزامن مع عقد مؤتمر صحفي بهذا الخصوص”.
من جانبه، قال رئيس الوفد القبلي الشيخ سالم الجنيدي وهو محافظ محافظة أبين المعين من “أنصار الله”، إن “من غايات الزيارة السعي لتعزيز الأخوة والمودة”، مضيفاً أن “الوحدة ستظل راسخة في قلب كل يمني”.
إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بإعلان “أنصار الله” الإفراج عن القائد السابق للواء 119 مشاة في الجيش اليمني اللواء فيصل رجب، مشيرة إلى أنه كان ضمن من ستشملهم صفقة جديدة لتبادل الأسرى من المقرر الاتفاق بشأنها منتصف أيار/ مايو القادم.
وقال متحدث الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين وعضو الوفد المفاوض ماجد فضائل، عبر “تويتر”: “سعداء بالأخبار التي تتحدث عن خروج اللواء فيصل رجب ..بكل الأحوال نحن نتمنى خروج الجميع وأن لا يبقى أي أسير أو مختطف في سجون ومعتقلات هذه الميليشيات [في إشارة إلى جماعة أنصار الله]”.
وأضاف: “طالبنا وضغطنا لإطلاق اللواء فيصل رجب ضمن الصفقة السابقة مع بقية الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن ولكن الحوثيين رفضوا وأصروا بشكل عجيب على عدم إخراجه أو مبادلته بأي شكل”.
وتابع: “بعد مفاوضات مضنية اُتفق على أن يكون الإفراج على مراحل بحيث تم حينها إخراج اللواء ناصر منصور واللواء محمود الصبيحي على أن يكون ضمن من سوف يطلق سراحهم في الصفقة القادمة التي كانت مقررة الشهر القادم”.
واتهم المفاوض الحكومي، “أنصار الله” بـ “استغلال هذا الملف الإنساني سياسياً وإعلامياً وبشكل مستمر وبطريقة لا إنسانية”.
ويعد اللواء الركن فيصل رجب، أحد أبرز القيادات العسكرية التي خاضت معارك الجيش اليمني ضد جماعة “أنصار الله” إبان الحروب الست في محافظة صعدة معقل الجماعة بدءاً من العام 2004 واستمرت بصورة متقطعة حتى 2010.
ووقع رجب في أسر جماعة “أنصار الله” في آذار/ مارس 2015، خلال هجوم شنته الجماعة في محافظة لحج عقب سيطرتها على قاعدة العند الجوية، أكبر القواعد العسكرية اليمنية، وإلى جانبه وزير الدفاع حينها اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني السابق، اللذين تم الإفراج عنهما مؤخراً في إطار تنفيذ اتفاق سويسرا بين الحكومة والجماعة الذي شمل تبادل نحو 900 أسير من الجانبين في 14 نيسان/ أبريل الجاري.
ويعد اتفاق سويسرا الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية و”أنصار الله” في 20 آذار/ مارس الماضي، ثاني أكبر صفقة أشرفت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على تنفيذها منذ اندلاع الصراع في اليمن، إذ نفذت اللجنة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، صفقة بين الجانبين شملت تبادل 1056 أسيراً ومعتقلاً بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين من قوات التحالف العربي.
وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله”، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة نحو 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.