حتى المتعاونون مع بريطانيا مهددون بالترحيل! محلل استخباراتي أفغاني يروي معاناته في الحصول على اللجوء
ونقلت الصحيفة عن الرجل، الذي تمثل دوره في جمع معلومات لمساعدة قوات التحالف في التخطيط لعمليات ضد حركة طالبان في أفغانستان، إنه اضطر إلى خوض الرحلة الخطرة، لأنه لم يكن قادراً على انتظار المساعدة عبر الطرق الرسمية بعد سقوط كابول.
وقد تقدم بطلب للحصول على ملاذ آمن في بريطانيا قبل عامين بموجب خطة وزارة الدفاع البريطانية المسماة “سياسة نقل ومساعدة الأفغان”، لكنه لم يسمع رداً.
والخطة مفتوحة للأشخاص الذين عملوا مع حكومة المملكة المتحدة ولصالحها. ووصف أحد المستشارين البريطانيين عمله بأنَّ “له تأثيراً إيجابياً ذا مغزى على مصالح الأمن القومي للمملكة المتحدة في أفغانستان”. وقال زميل آخر في سلاح الجو الملكي البريطاني إنَّ رؤيته “عززت بلا شك، أهداف المملكة المتحدة العسكرية وأهداف الأمن القومي”.
وجَّه دعوة لسوناك
ودعا الرجل رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، إلى منحه ملاذاً في بريطانيا. وفي حديثه إلى صحيفة الإندبندنت من فندق حكومي في ميدلاندز، قال: “تعهدت الحكومة بأنها ستساعد أولئك الذين دعموا المصالح البريطانية في أفغانستان، لكنها لم تفعل”.
وأضاف: “لقد نفذوا عملية الإجلاء الأولى، وليس أمامنا خيار سوى اتخاذ طريق القناة الإنجليزية”.
ودعم طلب المحلل الأفغاني للجوء بموجب “سياسة نقل ومساعدة الأفغان” اثنان من المشرفين في سلاح الجو الملكي البريطاني، عملوا معه في أثناء تولي مناصب استشارية، وقد أثار النائب المحلي قضيته مع وزير الدفاع جيمس هيبي ثلاث مرات.
لكن في مايو/أيار، تلقى الرجل -الذي أشاد به مشرفوه بأنه “فرد مجتهد”- إشعاراً من وزارة الداخلية تخبره بأنه يُنظَر في ترحيله إلى رواندا.
“هدف محتمل لطالبان”
وعمل المحلل الأفغاني على عمليات اتصالات استراتيجية للحكومة الأفغانية من بين أمور أخرى. وقال أحد المستشارين البريطانيين والذي عمل معه عن كثب، إنه “أظهر نزاهة شخصية ومهنية لزملائه في الناتو”، ووصفه بأنه “فرد موهوب ومجتهد” و”هدف محتمل لطالبان”.
كما أضاف أنَّ المحلل أسهم بـ”دور داعم أساسي” لدى الحكومة الأفغانية، بدعم من الناتو، بجانب أنَّ “تعليمه ومهاراته وخبراته لا تترك لي أدنى شك في أنه قادر على المساهمة بفعالية في المجتمع البريطاني”.
فيما وصف أحد زملائه الأفغان في مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، والذي قُبِل بموجب سياسة نقل ومساعدة الأفغان، ويعيش الآن في شقة مستأجرة بالمملكة المتحدة مع زوجته، عملهم قائلاً: “لقد دعمنا الجيش الأفغاني، لكننا أيضاً تبادلنا المعلومات مع القوات البريطانية والناتو”.
وقال إنَّ مكتب الإحصاء الوطني يمثل “نقطة محورية” بين القوات الأفغانية والبريطانية، حيث توضع الخطط لتنفيذ العمليات النفسية وعمليات مكافحة الإرهاب.
“يجب احترام علاقاتنا السابقة”
من جانبه، قال السير نيكولاس كاي، سفير المملكة المتحدة السابق لدى أفغانستان، لصحيفة الإندبندنت، إنه يجب على المملكة المتحدة “احترام علاقاتنا السابقة” بالأفغان الذين عملوا في مكتب مجلس الأمن القومي، ويجب أن “ترحب بالشركاء السابقين الذين تمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة وألا تُرحّلهم”.
وقضت محكمة الاستئناف في يونيو/حزيران، بأنَّ اتفاق حكومة المملكة المتحدة مع رواندا لاستقبال طالبي اللجوء على أراضيها غير قانوني، على الرغم من تعهد رئيس الوزراء سوناك بالطعن على القرار في المحكمة العليا.