تحليلات و آراء

اليهود المغاربة مغتصبون وأعداء للفلسطينيين

دراسة: سليم الزريعي

 

أكد اليهود المغاربة تفانيهم في خدمة الجيش الصهيوني ولهذا نجدهم حاليًّا نافذين في الدفاع والسياسة، في كيان الاحتلال الذي يوجد به أكثر من مليون مغربي هم جزء أساس من منظومته الأمنية والعسكرية وصناع  القرار السياسي والاقتصادي في مواجهة الشعب الفلسطيني.

ويضج  المشهد السياسي في كيان الاحتلال بأسماء  لصهاينة من أصول مغربية، ينتمون  إلى أحزاب يمينية متطرفة تتوافق ونزوعهم، وانسجاما في طبيعة تركيبتهم الأيديولوجية والنفسية،  لهذا يحاول زعماء اليمين استرضاءهم بالنظر لقاعدتهم الانتخابية، حتى إن بنيامين نتنياهو حين شكل حكومته الأخيرة مع بيني غانتس، شملت بالإضافة إلى رئيس الكنيست عشرة وزراء من أصل مغربي، أي ثلث وزراء “إسرائيل”.(1)   وهذا يكشف كم هم معادون  إن لم يكونوا الأكثر عداء للشعب الفلسطيني الذين يحتلون أرضه ومدنه وقراه.

هذه الصورة التي يؤكدها هذا الحضور السياسي المُقرر لصهاينة المغرب اليهود في أعلى موقع سياسي للكيان، تفضح حالة التدليس لنظام الحكم المغربي ممثلا بالمؤسسة الملكية، عندما يوصَّف هؤلاء المغتصبون بأنهم جالية مغربية، في البلاع  الذي صدر عن الديوان الملكي عقب استئناف العلاقات الثنائية بين الكيان الصهيوني والنظام الملكي المغربي، عندما أكد أن هذه الخطوة تأتي “اعتبارًا للدور التاريخي الذي ما فتئ يقوم به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة، ودعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، ونظرًا للروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودين في “إسرائيل”، بشخص جلالة الملك”.(2)

إن غياب النزاهة بمعناها الفكري والأخلاقي هي هنا سمة خطاب وسلوك النظام الملكي المغربي، عندما يتجاهل الجرب التي تشن على مدار الساعة في الضفة الغربية وقبلها على قطاع غزة وتدنيس واقتحامات الأقصى وتهويد القدس، ويعتبر المغتصبين الصهاينة من اليهود المغاربة الذين هم جزء من كل ذلك، جالية مغربية أسوة بمغاربة العالم الذين استقروا في بلدان مختلفة من أجل العمل والدراسة، وليس من أجل الاحتلال والاستيطان على أراضٍ نزعت غصبًا من أصحابها بعد تقتيلهم وتهجيرهم ليصبحوا لاجئين في مخيمات.(3) اللجوء داخل فلسطين وفي دول الجوار، فيما مكونات جالية ملك المغرب من الصهاينة اليهود تحتل بيوتهم وقراهم ومدنهم وتسرق ممتلكاتهم.

إن أي مقاربة لبعض أعضاء جالية ملك المغرب من الصهاينة اليهود تكشف مقدار التزييف وكي الوعي التي يقوم بها نظام المغرب الرسمي ضد الشعب الفلسطيني. مثال ذلك  الحاخام آرييه درعي زعيم حزب شاس الدينية الذي يزعم  حزبه الديني ، بأن أرض فلسطين كلها تابعة لـ”شعب إسرائيل”، ويعارض فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة؛ “لأنه سيشكل خطرا على أمن إسرائيل ووجودها”.

بل وصل الأمر بدرعي القول “إن المسلمين سيبقون أعداء لليهود ما دام القرآن كتابهم، والعرب هم أبناء هاجر أمة إبراهيم، لذلك يجب أن يكونوا عبادا لليهود، اليهود هم شعب الله المختار، الحامل للرسالة، وليس لغيره الحق في ذلك، وكل من يدعي ذلك يستحق العذاب”(4).

ويواصل ممثلو جالية ملك المغرب عنصريتهم كمحتلين فيسعى ميكي زوهار رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وهو ليكودي متطرف، لتقديم مشروع قانون لضم غور الأردن وشمال البحر الميت وبرية الخليل في الضفة الغربية، ومشروع فرض عقوبة الإعدام على فلسطينيين بحجة مشاركتهم في العمليات المسلحة.(5)

أما الحاخام الوزير رافي بيرتس وهو زعيم حزب البيت اليهودي، ووزير شؤون القدس، فقد وضع نصب عينيه مسابقة الزمن لتهويد المدينة المقدسة، من خلال إطلاق عملية تسجيل الأراضي فيها، بزعم أن معظم الأراضي الواقعة في الجزء الشرقي من القدس غير مسجلة بشكل صحيح، وهو أمر كان يجب معالجته لفترة طويلة، مطالبا بـ”توحيد” شقي المدينة، الشرقية والغربية.(6) ـ والمفارقة أن كل ذلك يجري فيما ملكة محمد السادس هو رئيس لجنة القدس!!

أما المجرم مائير بن شبات الذي زار المعرب كمستشار للأمن القومي لكيان الاحتلال، فقد شغل مناصب أمنية عدة، وتدرج في جهاز الشاباك، ليترأس قسم الإنترنت والتجسس. ولعب دورا في حربي غزة 2008 و2014، والمتهم بالإشراف على جرائم ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين. وبحسب موقع وزارة الحرب الإسرائيلية، فإن بن شبات خدم سابقا في لواء جعفاتي، والتحق بجهاز الشاباك في عام 1989، الذي عمل فيه سنواته الأولى بالمنطقة الجنوبية التابعة إداريا للسلطة الفلسطينية.(7)

الهوامش

1- عبد الحكيم الرويضي، نفوذ اليهود المغاربة في “إسرائيل”.. لمن الولاء؟ 18/02/2021 ، https://www.noonpost.com

2- عبد الحكيم الرويضي، المصدر السابق.

3- عبد الحكيم الرويضي، المصدر السابق.

4- عدنان أبو عامر، ساسة الاحتلال من أصول مغربية: عنصرية مستمرة رغم “التطبيع” ، https://arabi21.com/

5- عدنان أبو عامر، المصدر السابق.

6- عدنان أبو عامر، المصدر السابق.

7- عدنان أبو عامر، المصدر السابق.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى