انضمام ساعر لحكومة نتنياهو.. رسالة تهديد لغالانت وتطمين للأحزاب الدينية
أعلن زعيم حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر، الانضمام إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كوزير بلا حقيبة.
ومن المتوقع أن ينضم ساعر، الذي تردد اسمه كبديل محتمل لوزير الدفاع يوآف غالانت، إلى المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت”.
ويحمل انضمام ساعر إلى الحكومة الإسرائيلية، رسالة تهديد لغالانت وتطمين للأحزاب الدينية الإسرائيلية، حسب مراقبين.
تطمين الأحزاب الدينية
لكن في هذه الخطوة أيضا تطمين للأحزاب الدينية، وخاصة حزبي “شاس” و”يهودوت هتوراه”، مع قرب عودة الكنيست من إجازته الصيفية في شهر أكتوبر/تشرين أول المقبل.
وتريد الأحزاب الدينية من الكنيست تمرير مشروع قانون يسمح بإعفاء المتدينين الحريديم من الخدمة بالجيش الإسرائيلي بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية إلزامهم بالخدمة.
ويعارض غالانت، مشروع قانون لا توافق عليه أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب “معسكر الدولة” برئاسة الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس.
وفي حين عارض غانتس مشروع القانون، فإن ساعر لم يعارضه ما يعني أنه حال طرح مشروع القانون في الكنيست، فإن ساعر ونواب حزبه سيصوتون لمصلحته ما يضمن حصوله على ثقة الكنيست.
وتعتبر الأحزاب الدينية الموافقة على مشروع القانون أساسيا من أجل بقائها في حكومة نتنياهو، علما بأن الحكومة ستسقط في حال انسحاب الأحزاب الدينية منها.
تهديد غالانت
وعلى ذلك فقد كتب المحلل في صحيفة “هآرتس” أمير تيبون على منصة “إكس”: “مبروك لجدعون ساعر تعيينه في المنصب: وزير إعفاء الحريديم من التجنيد”.
وفي المقابل قالت صحيفة “هآرتس”: “أوضح ساعر في المفاوضات مع الليكود أنه ينوي الاستمرار في الضغط من أجل حقيبة الدفاع، فيما لم يتخل رئيس الوزراء نتنياهو عن خططه لإقالة غالانت، وتتوقع مصادر سياسية أن تستأنف المناقشات بشأن تعيين ساعر المحتمل وزيرًا للدفاع في المستقبل”.
وقال بنيامين نتنياهو في مؤتمر: “قبل جدعون طلبي ووافق على العودة إلى الحكومة. خلال مناقشات مجلس الوزراء الأمني، أعجبت بشدة برؤية ساعر الواسعة وقدرته على تقديم حلول إبداعية لمشاكل معقدة. في أكثر من مناسبة، اتفقنا على الإجراءات اللازمة، وليس سراً أننا كانت لدينا خلافات في الماضي، ولكن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وضعنا كل خلافات الماضي خلفنا”.
البقاء في المعارضة غير مجد
بدوره، قال ساعر إن قراره بالانضمام إلى الحكومة “كان وطنيا”، وأضاف: “في هذا الوقت، من الأهمية بمكان تعزيز إسرائيل وحكومتها والوحدة والتماسك داخلها، ولهذا السبب قبلت طلب رئيس الوزراء نتنياهو بالانضمام إلى الحكومة والمساهمة بخبرتي وقدراتي في عملية صنع القرار، وهذا هو الشيء الوطني والصحيح الذي يجب القيام به الآن”.
وتابع: “أنا أنضم إلى الحكومة دون اتفاق ائتلافي رسمي ولكن برؤية واضحة للعالم وإحساس قوي بالواجب الوطني لخدمة أمتنا”، مشيرا إلى أنه توصل إلى استنتاج مفاده أن البقاء في المعارضة أمر غير مجد، نظرًا لأن غالبية أعضائها لديهم آراء حول الحرب تختلف عن آرائه، واعتبر أن “هذا هو الوقت الذي يكون فيه واجبي هو المساهمة في صنع القرار”.
وساعر منشق من حزب “الليكود”، ويأمل نتنياهو عودته إلى الحزب ليعزز مواقعه، علما بأنه انشق عن حزب “الليكود” بسبب خلافات شخصية مع نفسه.
وكانت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، عارضت عودة ساعر إلى الحكومة، قبل أن توافق على عودته مرة أخرى في الأيام الماضية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وما نتج عنها من خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، سعي نتنياهو إلى ضمان استقرار حكومته وتجنب أي هزات سياسية قد تضعف موقفه.
ماذا نعرف عن ساعر؟
• ساعر، 57 عاما، مولود في تل أبيب.
• خدم كضابط صف استخبارات في لواء جولاني بالجيش الإسرائيلي.
• درس العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، ثم تابع دراسة القانون في نفس الجامعة.
• مايو/أيار 2013.. تزوج من المذيعة الإخبارية الإسرائيلية غولا إيفن، وأنجب منها طفلين، ديفيد وشيرا.
الحياة السياسية:
• استهل حياته السياسية مساعدًا للنائب العام بين عامي 1995 و1997.
• في 1999 عُيِّن سكرتيرًا لمجلس الوزراء ومرة أخرى من عام 2001 إلى عام 2002 بعد فوز أريئيل شارون زعيم حزب “الليكود” آنذاك في الانتخابات وتوليه رئاسة الوزراء.
صعود سريع
• في انتخابات عام 2003، فاز بمقعد في الكنيست (البرلمان)، على قائمة “الليكود”.
• عُيِّن رئيسًا للمجموعة البرلمانية للحزب ورئيسًا لكتلة الائتلاف الحاكم البرلمانية.
• 2005.. عارض الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وحاول تمرير مشروع قانون يطالب بإجراء استفتاء حول هذا الموضوع.
• 2006.. أعيد انتخابه لعضوية الكنيست على قائمة “الليكود”، وأصبح أيضًا نائبًا لرئيس البرلمان.
• ديسمبر/كانون الأول 2008.. فاز بالانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، مما منحه المركز الثاني في قائمة الحزب بعد زعيمه بنيامين نتنياهو، في الانتخابات العامة.
• 31 مارس/آذار 2009.. عين وزيراً للتعليم.
• 2012.. حصل مرة أخرى على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، وعاد للكنيست مجددا.
استراحة قصيرة
• 2014.. أعلن أنه سيستقيل من منصبه قبل الانتخابات، مع شائعات عن تهم مزعومة بالتحرش الجنسي.
• 2015.. أخذ استراحة من السياسة، وغادر الكنيست في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
• 3 أبريل/نيسان 2017.. أعلن عن عودته إلى السياسة ونيته الترشح في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود.
مرحلة الخلاف:
• 2019.. بدأ بإعلان رئيس الوزراء نتنياهو، أنه يفكر في إجراء انتخابات مبكرة على منصب رئيس حزب الليكود، ورد عليه ساعر في تغريدة مقتضبة على «إكس» (تويتر سابقاً): “أنا مستعد”.
• 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.. طلب من اللجنة المركزية لحزب “الليكود” تحديد موعد لسباق زعامة الحزب في غضون أسبوعين.
• ديسمبر/كانون الأول 2020.. أعلن أنه سيترك “الليكود” وسيشكل حزبه الخاص تحت سام “أمل جديد”.
• 2021.. خاض “أمل جديد” الانتخابات الإسرائيلية، بهدف تشكيل ائتلاف حاكم وإقالة نتنياهو من منصبه، وحصل حزبه على ستة مقاعد في الانتخابات. وبعد السباق أصبح ساعر وزيرًا للعدل.
• 10 يوليو/تموز 2022.. أعلن أن “أمل جديد” سيشكل تحالفًا انتخابيًا مع حزب “أزرق أبيض “بزعامة بيني غانتس، ليُطلق عليه اسم “الوحدة الوطنية” الذي حصل على 12 مقعدا بالكنيست.
• أكتوبر/تشرين الأول 2023.. انضم إلى حكومة الطوارئ بعد الحرب على غزة، كوزير بلا حقيبة، لكن ما لبث أن انفصل عن تحالف “الوحدة الوطنية.
مواقفه السياسية
• أعلن مرارا أنه يعارض حل الدولتين
• أيد ضم الضفة الغربية، وأعلن في 2020 أنه “لن تكون هناك دولة مستقلة أخرى بين نهر الأردن والبحر”.
• عندما كان مراهقًا، انضم إلى حركة تحيا القومية المتطرفة احتجاجًا على إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء عام 1982 وفقًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
• 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023.. أكد أن قطاع غزة “يجب أن يكون أصغر في نهاية” الحرب بين إسرائيل وحماس.
• مايو/أيار 2023.. رأى أن “عودة نتنياهو إلى السلطة كارثة على البلاد”.