هل سبق أن سمعت عن «حساسية الواي فاي»؟ امرأة تنام في كيس من النحاس وتتجنب المدن الكبرى
أعربت امرأة، تقول إنها تعاني حساسية من موجات الشبكات اللاسلكية (الواي فاي) وتنفق مئات الدولارات لحماية صحتها، عن خوفها من طرح تقنية الجيل الخامس للاتصالات.
وقالت صحيفة Metro البريطانية، إن المرأة التي تُدعى روزي غلادويل، تعتقد أن الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من شبكات الإنترنت اللاسلكية هو سبب شعورها بالضعف ومعانتها صعوبة التنفس، وشعورها بالوخز في وجهها.
روزي أنفقت مبالغ مهمة لحماية نفسها من إشعاعات المحمول
وأنفقت روزي، البالغة من العمر 70 عاماً والتي تنحدر من بلدة توتنيس بمقاطعة ديفون الإنجليزية، أموالاً كثيرة لشراء أدوات على أمل حمايتها، وضمن ذلك جهاز كشف الإشعاع المحمول الذي تبلغ قيمته 200 جنيه إسترليني (247 دولاراً أمريكياً).
ولا تنعم روزي، التي شخَّصت حالتها بنفسها، بنومٍ جيد ليلاً إلا إذا نامت داخل كيس النوم الخاص بها والذي تبلغ قيمته 400 جنيه إسترليني (494 دولاراً أمريكياً) والمصنوع من الفضة والنحاس، ولفَّت نفسها بملاءة واقية.
وتتجنب روزي زيارة المدن الكبرى وتخضع لعملية تخلُّص من السموم مدة يومين، بعد تعرضها للأشعة الصادرة من التلفاز عندما تتفاقم أعراضها، ولكن على الرغم من جهودها المبذولة للحماية، فإنها تشعر بقلق بالغ من أنَّ طرح تقنية الجيل الخامس للاتصالات سيقتلها.
لدرجة أنها باتت تخاف على مستقبلها
وقالت روزي: «أنا خائفة للغاية من المستقبل». وأضافت: «في الوقت الحالي، نجحت في حماية نفسي، لأني محظوظة للعيش بمنزل في الريف، حيث لا توجد ترددات كهرومغناطيسية مضبوطة».
وتابعت مستدركةً: «لكن إذا طُرحت تقنية الجيل الخامس، فلا أعلم ما يخبئه المستقبل. إنه أمر مخيف للغاية».
شخّصت روزي حالتها بحساسية من المجالات الكهرومغناطيسية منذ ست سنوات، بعد أن شعرت بالتحسن بعد عشر دقائق من غلق الإنترنت اللاسلكي والهواتف الأرضية اللاسلكية في منزلها.
ومنذ ذلك الحين، تقضي روز معظم وقتها مع زوجها في منزلهما المخصص للعطلات بمنطقة الأندلس الإسبانية، وترتدي كيس النوم طوال رحلة العبَّارة التي تستغرق 30 ساعة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وانخرطت في حملة للتوعية بمخاطر الإشعاعات
وتقود روزي حملة منذ فترة، لتوعية الآخرين بشأن مخاطر الشبكات اللاسلكية.
ففي عام 2016، دعت روزي إلى التخلص من الإنترنت اللاسلكي في بلدية بولوبوس بمقاطعة غرناطة الإسبانية، بل التقت رئيس البلدية، وفقاً لصحيفة Olive Press الإسبانية.
وقالت روزي: «في ذلك الوقت، كان الناس يعتقدون آنذاك أنك غريب الأطوار إذا قلت إنك تعاني حساسية من المجالات الكهرومغناطيسية، لكنني لا أعتقد أن هذا هو الحال الآن».
وأضافت: «لا يمكنني الذهاب إلى مدينة كبرى بعد الآن، لأن الإشارات تزداد قوة هناك».
وأردفت قائلةً: «إذا ذهبت إلى مقهى وحاولت الجلوس في الخارج وإذا خرجنا لتناول العشاء، أصطحب جهاز القياس الخاص بي معي؛ ومن ثم يمكنني معرفة المقاعد ذات الإشعاع الأقل لأجلس بها؛ لأن كمية الإشعاع تختلف كثيراً داخل الغرفة الواحدة».
وأوضحت روزي قائلةً: «إذا تعرضت للإشعاع مدة طويلة للغاية، يجب عليّ العودة إلى المنزل وقضاء يومين مع إطفاء جميع الأجهزة وعدم مشاهدة التلفاز».
وعضوة بارزة في جمعيات للتوعية بآثار الإشعاع
وروزي عضوة بارزة في مجموعة «Electromagnetic Field Awareness Totnes» التي توعي الناس بشأن المجال الكهرومغناطيسي، والتي يجتمع أعضاؤها لمشاهدة أفلام ووثائقيات عن آثار الإشعاع.
وقالت روزي: «لدينا نحو 12 عضواً يحضرون الاجتماعات، لكن ربما هناك أشخاص كثيرون مصابون بحساسية من المجالات الكهرومغناطيسية في توتنيس، ويشعرون بضعف شديد لدرجة أنهم لا يستطيعون الحضور».
وأضافت: «يقول العلماء إن 4% من الأشخاص في العالم يعانون حساسية من المجالات الكهرومغناطيسية، وهذا على الأرجح تقدير أقل من الواقع».
واختتمت روزي حديثها قائلةً: «لا يشعر كثير من الناس بأنهم على ما يرام الآن، ويشعر الجميع بالتعب والإجهاد، وفي رأيي أن بعض أسباب ذلك تعود إلى الإشعاع».