اختطاف ناشط مصري بعد أيام من بث محاولة اعتقاله الفاشلة على الهواء مباشرة
حسبما ذكر موقع Middle East Eye البريطاني فقد تحوَّل الشاب المصري هيثم وجيه أبوطويلة إلى شخصيةٍ شبه شهيرة داخل بلاده، بعد أن بث مقطع فيديو بخاصية البث المباشر عبر فيسبوك، يتضمن محاولة فاشلة للشرطة لاقتحام منزله، ولكنه اختفى الآن.
«اختطاف» ناشط مصري بعد إذاعته محاولة اعتقاله الفاشلة على الهواء عبر فيسبوك
وحسب الصحيفة البريطانية، فقد أعلن محامي الشاب هيثم وجيه أبوطويلة، محمد علي عامر، عبر فيسبوك، أنَّ أبوطويلة الناشط المصري في مجال الإسكان تعرَّض «للاختطاف من أمام منزله» في مدينة بورسعيد الجنوبية مساء الأربعاء، 2 أكتوبر/تشرين الأول، وأضاف المحامي أنَّه تقدَّم بشكوى إلى السلطات مُطالباً بتحديد موقع مُوكِّله.
وأبوطويلة هو مُنسِّق مجموعة مجتمع مدني محلية في بورسعيد، تُطالب بحقوق الشباب غير القادرين على تأمين إسكانٍ بأسعار معقولة، بسبب الفساد المزعوم من جانب مسؤولي الحكومة المُكلَّفين بتنفيذ المشاريع.
ويوم الثلاثاء، قبل إخفائه، أعلن أبوطويلة عبر صفحته في فيسبوك أنَّه رفع دعوى قضائية ضد كلّ من اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ووزير الإسكان، مُتَّهماً إياهما بالفشل في تسليم مشروعٍ تكلَّف 233 مليون جنيه مصري (14.2 مليون دولار)، والذي يُزعم أنَّ الشباب المحلي هم مَن دفعوا قيمته قبل سبع سنوات.
وأضاف في منشوره: «ثَبُت أنَّ الوقوف في وجه مراكز القوة، وكشف الفساد، وإيقافه، والتمسك بمبادئك له ثمنٌ باهظ».
حيث اتهم الشاب المصري محافظ بورسعيد بالفساد
فبعد يومٍ واحد، اتَّهم هيثم أبوطويلة المُحافظ بـ «السعي إلى إرضاء بعض مراكز القوة المنتفعة من الفساد»، وهدَّد بنشر وثائق تُظهِر «كيف تُدار الأمور في بورسعيد، تحت إدارة المُحافظ الغضبان؟».
وقال أيضاً إنَّ الوثائق تُظهِر «كيف تُوجَّه التهم المُلفَّقة للأفراد الشرفاء غير السياسيين، لمجرد ردعهم عن مُعارضته».
وقاوم أبوطويلة أول الأمر محاولة خمسة رجال شرطة في ملابس مدنية لاعتقاله فجر الـ27 من سبتمبر/أيلول. وأذاع مواجهته مع رجال الشرطة على الهواء مباشرةً عبر فيسبوك، أثناء مُحاولتهم الفاشلة لدخول شقته.
ونجح رجال الشرطة في كسر بابه الخشبي، ليُقابلوا بوابةً أمنية حديدية فشلوا في تجاوزها.
وفي الفيديو الذي امتد لـ25 دقيقة على فيسبوك، وانتشر كالنار في الهشيم، يظهر أبوطويلة وهو يرفض فتح البوابة الأمنية، ويطلب من رجال الشرطة إظهار هوياتهم ومذكرة الاعتقال.
لكن رجال الشرطة لم يُقدِّموا المذكرة أو يكشفوا عن هوياتهم، وقالوا إنَّهم لا ينتوون اعتقاله.
لكن أبوطويلة اتَّهمهم بمحاولة اختطافه، وتساءل عن سبب مجيئهم للحديث إليه بعد منتصف الليل.
وحين حاول إظهار وجوههم في الفيديو، حطَّم رجال الشرطة الأضواء أمام شقته في محاولةٍ لإخفاء هوياتهم على ما يبدو.
وغادر رجال الشرطة، الذين تركوا سيارتهم واقفةً خارج مبناه السكني، بعد أن فشلوا في إقناع الناشط بفتح بابه.
وقد حاولت الشرطة اعتقاله في المحاولة الأولى ثم قامت باختطافه بعد ذلك
وفي أعقاب الواقعة، قال أبوطويلة إنَّه لم يكُن مطلوباً لدى أيّ جهازٍ أمني بتهمةٍ رسمية، وإنَّ الواقعة كانت «وسيلةً لردعي عن المطالبة بحقي في الإسكان، بصفتي مُنسق قضية ضحايا إسكان بورسعيد».
وقال إنَّه تقدَّم بشكوى حول الواقعة للنائب العام، ورئيس الجمهورية، ورئيس البرلمان.
ويأتي اختفاء أبوطويلة وسط حملة قمعية للمتظاهرين المُعارضين للحكومة، والذين خرجوا إلى الشوارع في الـ20 والـ27 من سبتمبر/أيلول للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد أنَّ أطلق أحد المُبلغين عن الفساد اتَّهامات بفسادٍ واسع النطاق ضده.
واعتُقِلَ أكثر من ألفَي مُتظاهر وناشط مناهض للسيسي خلال الحملة القمعية.