مشاكسات

 

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة  التي ربما  لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة  السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة.

حلال..وحرام

 قال الناطق باسم “حماس” إنه يأسف لاستضافة “وفد رياضي صهيوني في قطر الشقيقة، ورفع علم الاحتلال معتبرا أن ذلك “أحد أشكال التطبيع الذي سيستغله الاحتلال الإسرائيلي لتبييض صورته أمام العالم”.

مشاكسة…لماذا اكتفت حماس بالأسف ولم تدن بأشد العبارات الخطوة القطرية، كعادتها في مثل هذه المواقف؟ وإذا كانت حماس قد اعتبرت استقبال الدوحة رياضيين صهاينة تطبيع مع الاحتلال، يستحق الأسف؛ فما هو توصيف حماس لزيارات السفير القطري محمد العمادي إلى غزة قادما من الكيان الصهيوني عبر معبر بيت حانون؟ ثم إذا كانت مشاركة رياضيين صهاينة هو أحد أشكال التطبيع، فبماذا نسمي سماح الكيان الصهيوني مرور الأموال القطرية إلى حركة حماس في غزة بشكل دوري؟ ثم إذا كان تقييم حماس أن مشاركة رياضيين صهاينة يبيض صورة الكيان الصهيوني أمام العالم، أليس سماح هذا الكيان بمرور الأموال القطرية إلى قطاع غزة بدعاوى إنسانية، هو أكثر من يبيض صورة الكيان؟ ثم أين هي مسطرة المبدئية والنزاهة هنا، في التعامل مع قضية التطبيع مع العدو الصهيوني؟ وهل هناك تطبيع حلال وآخر حرام؟!

لقاء سري

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إنه عقد في نيويورك, “لقاء أول مثير مع أحد وزراء الخارجية العرب ناقشنا فيه بعمق الحقائق الإقليمية وطرق التعامل مع التهديد الإيراني”.

مشاكسة..لماذا يخفي الوزير الصهيوني شخصية الوزير العربي؟ وهل كان سيخفيها وهو يحتفي بهذا اللقاء الأول من نوعه؛ لو كان الأمر طبيعيا، وكأنه نوع من السرقة؟ ثم لماذا يخجل أو يخشى الوزير العربي من الإعلان عن هذا اللقاء مع الوزير الصهيوني؟ هل يخشى جلجلة تكبير المصلين ونداءاتهم في الأقصى أمام انتهاك وتدنيس الصهاينة اليومي لحرمة أولى القبلتين؟ أم للدم الطازج المسفوح على أعتابه، وفي مدينة القدس وكل المدن المنكوبة بالاحتلال؟

أردوغان خط أحمر

“أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه ما من قوة أو تهديد، يستطيع ثني بلاده عن حماية وصون حقوق فلسطين والقدس، معتبرا أن قضية القدس، تعتبر خطا أحمرا لبلاده”.

مشاكسة…أين هي حماية وصون تركيا لحقوق فلسطين والقدس، في حين  أن صفقة القرن تنفذ في الواقع العملي؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الحماية في ظل علاقات طبيعية، مع من سبب الأزمة خاصة الطرف الأمريكي بقراره المعادي لكل المسلمين، والطرف الصهيوني المستمر في إجرامه ضد القدس أرضا وشعبا ومقدسات؟ وأين هي حدود هذا الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس التركي بعد ضم القدس قانونيا بدعم أمريكي واستمرار بعض الدول نقل سفاراتها للقدس ممالأة له؟ ولماذا غاب التُنفيذ عن قرارات مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في إسطنبول عقب الذي القرار الأمريكي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى