جامعة بريطانية تناشد طلابها مغادرة مصر بعد احتجاز بعضهم واتهام آخرين بـ «التجسس»
كشفت صحيفة Mirror البريطانية أن جامعة إدنبرة طلبت من طلابٍ منتمين إليها يقضون سنةً دراسةٍ بالخارج في مصر، بالعودة إلى الوطن، بعد اعتقال اثنين من طلابها في الأراضي المصرية.
وكانت السلطات المصرية في القاهرة قد احتجزت اثنين من طلاب جامعة إدنبرة، في سنتهم الدراسية الثالثة. الطالبان أطلق سراحهما بعد ذلك، غير أن أسباب الاعتقال لم تتضح بعد، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Tab الطلّابية.
الطلاب الأجانب غادروا مصر أو بصدد الرحيل
وقالت جامعة إدنبرة إن طلابها الذين يدرسون في مصر عادوا الآن بأمانٍ إلى المملكة المتحدة، أو «في طريقهم إلى المغادرة».
وقال متحدث باسم الجامعة: «اعتقلت السلطات المصرية في القاهرة اثنين من طلابنا في مصر مؤخراً، ثم أفرجت عنهما لاحقاً»، «وبالتأكيد تشعر الجامعة بقلق بالغ عندما تجري حوادث مثل هذه، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بطلابنا».
وأضاف: «نحن نتحمل مسؤولية التصرف بما يحقق مصلحة طلابنا، واتخاذ إجراءات حاسمة عندما تكون هناك مخاوف تتعلق بأمانهم وسلامتهم»، «لذلك طلبنا من جميع طلابنا في مصر العودة إلى المملكة المتحدة».
«نحن نعمل عن كثبٍ مع الطلاب على تقليل تأثير أي أضرار لحقت بدراستهم، ودعمهم بمسارات بديلة». وكان الطلاب جميعهم قد استُجوبوا من قِبل وزارة الخارجية والسلطات المصرية.
شهدت مصر تصاعداً في حملات القمع الحكومية على النشطاء والمتظاهرين المناهضين للحكومة، خلال الشهرين الماضيين. ولم تستثنِ الاعتقالات الأجانب من زوار مصر.
اتهامات للطلبة الأجانب بـ «التجسس»
قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن السلطات المصرية اعتقلت طالبين جامعيين بريطانياً وأمريكياً ذهبا إلى القاهرة لدراسة اللغة العربية، واتُّهِما لاحقاً بالتجسس.
وقال آرون بوم الطالب الأمريكي: «لقد أوقفنا ضابطٌ يرتدي ملابس مدنية وطلب رؤية هواتفنا. ففتحت هاتفي وأعطيته إياه. فتصفَّح جميع تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي على هاتفي».
وعثر الضابط على مقالاتٍ إخبارية عن الاحتجاجات على هاتف بوم، وأوقف الطالبين أكثر من ساعة بينما كان يقرأ الرسائل الموجودة على هاتف الطالب الأمريكي. واعتُقِل بوم بينما كانت رالف شيلكوك يخضع للتحقيق في بيت الطلاب حيث كان الطالبان يقيمان، وتعرَّضا لضغطٍ من أجل مغادرة البلاد.
وذكر بوم أنَّهم عصبوا عينيه واقتادوه إلى مركز احتجاز. وقال: «بدءاً من هذه اللحظة، عُصبت عيناي 15 ساعة تقريباً»، مضيفاً أنَّ الضباط استجوبوه، مطالبين بمعرفة دوافع وجوده في البلاد والعمل مع منظمة صغيرة تُعلِّم اللغة الإنجليزية في الأحياء الفقيرة. وقال: «أثناء التحقيق، أداروني نحو الحائط، وصرخوا في أذني قائلين إنني في مأزق كبير للغاية».
وأضاف: «قال لي الضابط إنَّه ضابط استخبارات مصري وإنني متهمٌ بالتجسُّس. وذكروا مبررين للتهمة: أولاً، أنَّ مشاركتي في المقالات الإخبارية تعد تبادل معلوماتٍ استخباراتية مع دولةٍ أجنبية، وثانياً، أنَّ عملي في منظمة غير حكومية يُعد دليلاً على نيَّتي إطاحة النظام المصري».
واحتُجِز بوم أربعة أيام، واقتادوه إلى معتقلٍ يعتقد أنَّه يحتجز 300 شخص آخر. وفي أثناء احتجازه، التقى مواطنين أجانب آخرين، بمن فيهم أشخاصٌ من هولندا وتركيا والأردن وإريتريا واليمن، وقد أفرِج عن بعضهم فيما بعد. وذكر بوم أنَّه شاهد أدلة على تعرُّض المعتقلين الآخرين للتعذيب، بما في ذلك عصيّ مُلطَّخة بالدماء، وسمع صرخاتٍ من سجناء آخرين.
وحين سُئِل عن عدد المتهمين بالمشاركة في الاحتجاجات من بين المُحتجزين الذين رآهم، قال بوم: «جميعهم». تجدر الإشارة إلى أنَّ السلطات المصرية رحَّلته في 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.