فشة خلق / خشية من عذاب الله ..أطالب بنقل الحرمين إلى مكان آخر

بقلم / أديب الطهقان

برأيي الشخصي أعتقد أننا وصلنا إلى الحضيض وربما تجاوزناه إلى حيث لم يعد موجودا بسنوات ضوئية وبمسافات شاسعة لا يمكن قطعها.

ففي الماضي سُجلت مطالبات بتدويل مكة والمدينة لما تحويها من مقدسات للمسلمين أجمع والتي يحج إليها سنويا الملايين ، ولأنها خاضعة لسيطرة الحكومة السعودية والتي للأسف أصبحت تتحكم حسب أهوائها بمن يحج وبأعدادهم والمَرضي عنهم من قبل حكومات الدول الأخرى الداعمة لمصالحها السياسية والاقتصادية.

قد يبرر البعض موقفها بحجة أو بأخرى فتأخذنا حججهم إلى دواع أمنية أو لمسألة تنظيمية أو خزعبلات أخرى، وكأن الكعبة كعبة شيخهم طال عمره ولا قصر و ورثها عن أبيه، العجيب في الأمر محاربتهم للدين باسم التنسيق والتنظيم ومنع الذين يسمون مجازا بالمخالفين من أداء ركن من أركان الدين الأساسية، والتي قد يقضي أحدهم عمره في جمع ثمنها بدلا من أن تكون ميسرة لمريديها وتكاليفها في حدود المستطاع، ولكن التجارة بالحج أصبح هدفهم الأساسي لتحقيق أكبر المكاسب من الملايين على حساب المساكين والمتشوقين لزيارة بيت الله .

امتلأت بلاد الحرمين بالنجاسات منذ قدوم الأمير الملهم الفذ وخروجه علينا بالرؤيا الثاقبة وعلى رأي المثل ” الخير على قدوم الواردين ” فالفساد الذي ربما لم تعرفه جزيرة العرب حتى في أحلك عصورها الغابرة في الجاهلية ، جلبت معه ولا تحسد عليه المملكة ، فلا أدري ما هذه الرؤيا التي تقوم على نشر الفساد واستباحتها من كل الملل بعد أن حُرمت إلا على المسلمين، كالإتيان بعارضات أزياء عالميات لهن تاريخ مشرف في العري للتصوير فيها، كما يجب ألا ننسى الصورة الملتقطة للإسرائيلي متفاخرا قرب الكعبة موجها تحيته لنا أنا هنا ياعرب.

فأهلا ببشائر الرؤية التي لم تنتهي بعد حيث قامت إحداهن بخلع نقابها وتدشين حملة للكارهات للنقاب على موقع تويتر تحت مسمى استفزازي نقابي تحت قدمي لتبرهن لنا تحررها منه، الذي قد يعرقل مسيرتها الفنية وعلى خطى المناضلة التي سبقتها في كسر القيود رهف القنون، وعادي جدا أن نرى سائحة بملابس سباحة غير إسلامية في أحد شواطيء المملكة وتدعو لتجربة السباحة في هذه الشواطيء النقية ، و أن يسمح للمرأة باستئجار غرفة في أي فندق دون السؤال عن هوية الطرطور الذي يرافقها، ماذا نريد بعد وماذا ننتظر من مفاجآت ستخرج علينا بها الرؤية؟!  بيع للمخدرات علنا أم ترخيص للدعارة وبناء المنتجعات السياحية لتكون مرتعا وبؤرا لتكتمل منظومة الانحلال الأخلاقي والفكري والتسويق للانحراف المتعمد.

إن ماوصلت إليه المهلكة يبدو أنه يستهوي الكثيرين من الشباب اللاهثين وراء ملذاتهم والمبهورين بالتغيير السافر والوقح من إقامة الحفلات و السهرات المختلطة في الملاهي الليلية والتي تهدف إلى كسر حواجز العادات والتقاليد وإضافة صبغة دينية لمطبلي السلطة ولاعقي أحذيتها في مقابل حطام الدنيا.

لم نعد نرى غيرة القبائل العربية لما يحدث ويبدو أن الحميّة التي ألفناها فيهم سحقتها القبضة الأمنية وركعتهم بل كسرت أيديهم وأرجلهم لتمنع قيامهم ووقوفهم أو التلويح بأيديهم اعتراضا على ما يحدث فيهم وفي أبنائهم بغرض إذلالهم وكسر شوكتهم وحبس من ينطق بكلمة تخالف منهجهم في اللامنهج.

إن ما يثير الاستغراب ظهور من يسمون مجازا بالإعلاميين ولا أدري إن أصبحت رسالة الإعلام التعريض والتمجيد والتأليه لسيد هؤلاء ، فيظهر علينا مقبل النعال طارق المحياسي والذي سأسميه المخياسي والتي تأتي في اللهجة الإماراتية من الخياس والمطلعين عليها يعلمون أن معناها القمامة أو الوساخة أي القاذورات وهذا هو الوصف الدقيق الذي يتناسب مع ما أطلقه تهجما على معارضي التحرر بوصفهم بالحمير لأن ولى نعمتهم وفر لهم ما كانوا يبذلون من أجله الغالي والنفيس من أموال ومشقة للسفر للبحث عما يقضون به شهوتهم ويطاردون متعتهم في بقاع الأرض وأقاصيها، قدم لهم طال عمره ما لم يقدمه غيره خدمة جليلة فمن المفترض أن يحمدوه ليل نهار وفي الأسحار ، أيها الحمير عذرا للحمير، أحيانا أستغرب من نوع الثقافة التي يمتلكها هؤلاء لاعقي الأحذية وشاربي بول أسيادهم والمنبطحين على بطونهم ليركبوهم ففي كلام المخياسي ما يرقى إلى الإهانة باعتبار مملكة القرابين بيت دعارة كبير وشعبها من المهووسين بالبحث عن الملذات وكل ما يشبع غرائزهم الحيوانية فهم كالبهائم في نظره وفجأة استشعر بغلطته ونهض ضميره الميت ليعتذر عن معلومة وحيدة أخطا فيها بوصفهم بالحمير أما البقية فهو قائم غير قابل للتغيير .

خلاصه القول إن أطهر بقاع الأرض لم تعد كذلك وبلغ السيل الزبى وتجاوز كل المعايير للحد الأدنى من الأخلاق والقيم فقررت من موقعي هذا المطالبة بنقل الحرمين والكعبة إلى أرض لم تنجس بأفعال البشر ولا تعتقد أنها تمتلك البلاد والعباد بحجرها وشجرها وكل مقدراتها فوق وتحت الأرض لأنني أخشى عذاب الله، ولا تخضع لأهواء أحد ولا لعرق أو لون أو حسب ونسب هكذا عُلمنا في كتب الدين وفي نهاية حديثي أرجو أخذ مطلبي بعين الاعتبار نظرا للظروف التي ذكرتها سابقا والله الموفق واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى