اتهامات لبومبيو بانتهاك مبدأ في الدستور الأمريكي بعد نشر خطاب له
نشر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، خطاباً ألقاه وزير الخارجية مايك بومبيو مؤخراً، تحت عنوان «أن تكون قائداً مسيحياً»، وقد قوبل بانتقاداتٍ مفادها أنَّه ينتهك مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة المنصوص عليه في الدستور الأمريكي.
وألقى بومبيو الخطاب في الجمعية الأمريكية للمستشارين المسيحيين، يوم الجمعة الماضي، في ناشفيل بولاية تينيسي، بحسب ما ذكرته صحيفة USA TODAY الأمريكية.
انتقادات واسعة
ويبدو أنَّ بومبيو كان يتغنَّى بالديانة المسيحية طوال الخطاب، إذ أشار إلى أنَّه يُطبِّق ديانته على عمله الحكومي، واستخدم كلمتي «الرب» و «الكتاب المقدس» طوال الخطاب.
وقال بومبيو في بداية الخطاب، إنَّه يريد «استغلال الوقت اليوم للتفكير فيما يعنيه أن يكون قائداً مسيحياً»، وأضاف: «تعلمت أن أقود العمل بغضّ النظر عن قدر النعم التي أحظى بها أثناء فترة وجودي في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، وغيرها من التجارب التي عشتها، لكنني أريد أن أتحدث اليوم عن أن تكون قائداً مسيحياً. لقد تعلَّمت ذلك من تجربة مختلفة للغاية، تجربةٍ مع الرب وإيماني الشخصي بالمسيح».
وأردف: «والآن، أعلم أنني حتى إذا قلت ذلك هناك بعض الأشخاص في وسائل الإعلام سوف يهاجمونني حين يسمعون أنني أطلب من الربّ توجيهي في عملي».
وفي هذا الصدد، قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي يدافع عن الحقوق المدنية والدعوة الإسلامية، إنَّ بومبيو «ينبغي ألَّا يكون قائداً مسيحياً، بل يجب أن يكون قائداً أمريكياً، يقود دولةً تضم أشخاصاً لديهم عقائد مختلفة أو لا يؤمنون بأي دين».
فيما كتب قاسم راشد، وهو مرشح مسلم لنيل عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، تغريدةً قال فيها: «متى سنشهد قائداً يقول: أن تكون قائداً يهودياً أو مسلماً أو سيخياً أو ملحداً؟».
استياء من ترويج خطاب بومبيو
وفي السياق نفسه، قال الرئيس السابق للمجلس القومي اليهودي الديمقراطي آرون كياك: «بالتأكيد لا توجد مشكلة في أن يكون وزير الخارجية قائداً، ولا أن يكون مسيحياً فخوراً بذلك. لكنَّ المشكلة أن يعتقد الوزير بومبيو أنه من المناسب جمع هاتين الكلمتين معاً، وإقامة حدث رسمي لوزارة الخارجية يتمحور حول أنَّه قائدٌ مسيحي».
وأضاف كياك: «إنَّ حديثة بأنَّه قائد مسيحي، وإعلانه ذلك بهذه الطريقة يعد إهانة لمبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة».
وكذلك أعرب المزيد من منتقدي تصريحات بومبيو عن استيائهم من هذه التصريحات على تويتر، والترويج للخطاب على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه ليست المرة الأولى التي يروِّج فيها بومبيو للدين بصفته الرسمية. ففي مارس/آذار الماضي، قال بومبيو إنَّه «من الممكن أن يكون الرب قد أرسل ترامب لإنقاذ إسرائيل من إيران»، وفق تعبيره.
وقال بومبيو في خطابه أيضاً يوم الجمعة: «الكتاب المقدس يدعونا إلى التحوُّل بتجديد العقول. ولهذا، أُبقي الكتاب المقدس مفتوحاً على مكتبي، وأحاول في كل صباح قضاء بعض الوقت في قراءته. أحتاج إلى تجديد عقلي بالحقيقة كل يوم، ولعل أحد أجزاء هذه الحقيقة هو أن أكون متواضعاً، كما يُذكِّرني ابني».
واختتم بومبيو خطابه قائلاً: «سأذكركم جميعاً في صلواتي وأنتم تؤدون عمل الرب، وأتمنى كذلك أن تذكروني في صلواتكم بينما أقود الدبلوماسية الأمريكية».
وعلى صعيدٍ آخر، ألقى مسؤولٌ آخر في إدارة ترامب، هو النائب العام وليام بار، خطاباً حول الدين يوم الجمعة الماضي، انتقد فيه العلمانية ووصفها بأنّها سببٌ أساسي لبعض مشكلات المجتمع، بما في ذلك تناول جرعات زائدة من المخدرات، ومشكلات الصحة العقلية، والعنف.