رفع عَلم اليمن فجرُّوه إلى السجن.. اعتقال شاب فلسطيني أثناء مباراة منتخب بلاده مع السعودية
اعتقلت السلطات في مدينة رام الله شاباً فلسطينياً اسمه «أحمد اليمني»، لرفعه عَلم اليمن خلال مباراة في رام الله جمعت منتخبَي السعودية وفلسطين، بإطارالتصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وآسيا، والتي أقيمت الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وأحمد اليمني عامل بناء يبلغ من العمر 24 عاماً وينتمي إلى الخليل، رفع عَلماً كبيراً لليمن في منصة الجماهير وكان مكتوباً عليه «مِن فلسطين، هنا اليمن»، وفُهم شعاره ربما بأنه رفض للحرب التي تخوضها السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وانتهت المباراة التي أقيمت في استاد فيصل الحسيني بالتعادل، مع عدم تسجيل أي من الفريقين.
وكان قدوم المنتخب السعودي إلى فلسطين خطوة نوعية، ويعتبر أول زيارة رسمية لمواطنين سعوديين للضفة الغربية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.
يقول شقيق الشاب المعتقل لموقع «ميدل إيست آي«، إن السلطات الأمنية أخذت أخاه من وسط الحشد بعد أن رفع العَلم اليمني. وقال مشجعون إن أفراداً من الشرطة يرتدون ملابس مدنية اندسّوا بين الجماهير، لمنع المشجعين من رفع لافتات أو هتافات ضد المملكة العربية السعودية.
وحسب الموقع، فقد تمت تعبئة نحو 3500 من ضباط الأمن في السلطة الفلسطينية، لحماية الوفد السعودي ومنع أي فلسطيني من الاحتجاج على المملكة في أثناء اللعبة.
وينظر فلسطينيون إلى الزيارة السعودية على أنها أحدث دليل على أن المملكة تتخلى عما كان يمثل إجماعاً عربياً لصالح مقاطعة إسرائيل، وتضغط من أجل تطبيع العلاقات معها.
وعلى الرغم من أن الوفد لم يزر إسرائيل، فإن جميع التأشيرات والمعابر الحدودية لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وقال المحلل السياسي عبدالستار قاسم إن زيارة الوفد السعودي تعكس دعم الرياض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى التطبيع مع إسرائيل.
وقال قاسم: «هذه الزيارة ليست إلا انعكاساً للتغير في المد السياسي، ومحاولات الأفراد السعوديين توسيع التطبيع مع إسرائيل»، مضيفاً: «تطبيع المملكة العربية السعودية يتم تدريجياً مع إسرائيل، وهذه الزيارة هي ببساطة، مقدمة لإقامة علاقات دبلوماسية، كما سعت دول خليجية أخرى».
زيارة غير مسبوقة
وأشار جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والرئيس السابق لقوات الأمن الوقائي الفلسطينية، في خطاب ألقاه الأحد الماضي، إلى أن الزيارة لم يسبق لها مثيل في تاريخ كرة القدم الفلسطينية.
«من الناحية السياسية، فإنها تتويج لجهد مستمر واستثمار وسياسة من المملكة العربية السعودية منذ بداية قضيتنا وبدء ثورتنا»، قال الرجوب.
لكن في حين وصف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وصول الوفد السعودي بأنه «متعة للشعب الفلسطيني»، يعتقد كثير من الفلسطينيين أن الزيارة سياسية بحتة.
في عام 2015، رفض الاتحاد السعودي لكرة القدم إجراء مباراة مع المنتخب الوطني الفلسطيني بالقدس في تصفيات كأس العالم 2018 و2019 لكأس آسيا، من أجل الامتثال لمقاطعة الجامعة العربية لإسرائيل.
وفي السنوات الأربع التي تلت ذلك، دعمت المملكة العربية السعودية، وفق موقع «ميدل إيست آي»، «صفقة القرن» المثيرة للجدل، رغم رفضها بشدة من قِبل جميع المنظمات السياسية الفلسطينية، بسبب تحيزها القوي إلى إسرائيل وفشلها في ضمان السيادة الفلسطينية.