بدء العد العكسي لانتخابات الرئاسة الأمريكية وسط مساعي الديمقراطيين لعزل ترامب
تبدأ الولايات المتحدة التي يسودها توتر كبير، اليوم الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، العد العكسي قبل عام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020، في حين يعول الرئيس دونالد ترامب على أنصاره، لانتزاع ولاية ثانية وتجاوز التحقيقات الهادفة إلى عزله.
وسلك الديمقراطيون طريقاً شاقاً لمساءلة الرئيس ومحاسبته، بعدما تم الكشف عن ضغط مارسه ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، من أجل فتح تحقيق يُضر بسمعة جو بايدن المُرشح الأبرز المُحتمل لمواجهة ترامب في الانتخابات القادمة.
ترامب يهاجم الديمقراطيين
وجازف الديمقراطيون بأن يطغى ملف مساءلة الرئيس على النقاشات في انتخاباتهم التمهيدية، إذ إنه حتى الآن، لم يظهر مرشح واضح لهم للاقتراع، من أصل عدد قياسي من الطامحين إلى الرئاسة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال ترامب، الجمعة الماضي، بينما كان محاطاً بعدد من مؤيديه: «لم نكن يوماً نتمتع بهذا القدر من الدعم الذي نلقاه حالياً، كما هو الحال اليوم»، مستبعداً بذلك الفكرة التي تفيد بأن إجراءات عزله قد تحرمه من ولاية رئاسية ثانية.
وعكس ذلك، فقد رأى ترامب أن هذه الإجراءات يمكن «أن تثير حماسة أنصاره الذين يشكلون أغلبية غاضبة، متفقة على إدانة ما تعتبره حملة شعواء ضده».
وفي لهجة تكشف أن حملة ترامب ستكون قاسية، هاجم الرئيس بعنفٍ «الديمقراطيين، الذين لا يفعلون شيئاً» برأيه.
وموقف ترامب الناقم من الديمقراطيين قد تعزَّز بعدما فتحت زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي تحقيقاً حول الرئيس، في مجلس النواب الذي يهيمن عليه حزبها، وكانت قد ترددت في هذه الخطوة؛ خوفاً من أن تواجه المعارضة تبعات إجراءات تسبب انقساماً ولا تلقى شعبية.
وبالفعل، كشفت استطلاعات للرأي أن 49 بالمئة من الأمريكيين يؤيدون إجراءات العزل و47 بالمئة يعارضونها، في نسب تعكس تماماً ميولهم الحزبية.
وما يجعل الخطوة تنطوي على مخاطر أكبر، هو أن مجلس الشيوخ -حيث يشكل الجمهوريون أغلبية وفية له- «سيبرّئ ترامب على الأرجح»، في حين يخشى الديمقراطيون أن يواجهوا صدمة تبرئته قبل الانتخابات تماماً.
أبرز المرشحين الديمقراطيين
وتشير تقديرات إلى أن جو بايدن -مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما- كان المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، لكن الجدل حول قضية نشاطات ابنه بأوكرانيا، أثَّر في صورته، وأدى إلى تراجع الفارق بينه وبين المرشحين الآخرين، خصوصاً لمصلحة المُرشحة الديمقراطية إليزابيث وارن.
ويأتي بعد ذلك السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، ثم رئيس البلدية المعتدل بيت باتيدجادج النجم الصاعد للديمقراطيين.
وللمرة الأولى، وضع استطلاع للرأي بايدن في المرتبة الرابعة بين المرشحين المفضلين للناخبين الديمقراطيين في إيوا، أول ولاية ستصوت بالانتخابات التمهيدية، بعد الشاب بيت باتيدجادج، الذي لم يكن معروفاً قبل عام واحد فقط.
وسيحاول ترامب تكرار استراتيجيته الرابحة في 2016، أي الاعتماد على قاعدته ببعض الولايات الأساسية التي تسمح له بالحصول على أغلبية من كبار الناخبين، والفوز في الاقتراع غير المباشر حتى لو هُزم بمجموع الأصوات.