تفاصيل ”خداع“ مسؤول مالطي لحكومة الوفاق الليبية
كشفت صحيفة مالطية، الإثنين، النقاب عن حقيقة شخصية منتحل صفة الممثل الخاص لرئيس الحكومة المالطية جوزيف موسكات، الذي التقى مسؤولين في المجلس الرئاسي الليبي وآخرين.
ووصفت صحيفة ”تايمز اوف مالطا“ المدعو نيفيل جافا، بأنّه مسؤول حكومي تفاوض مع مسؤولي حكومة الوفاق على اتفاقية سرية مع الحكومة المالطية تتعلق بالهجرة.
وكان ”نيفيل جافا“ أثار ضجة كبيرة غداة الكشف عن إجرائه محادثات في طرابلس، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق، ووزير الداخلية فتحي باشاغا، وآخرين، باعتباره ممثلًا خاصًا لرئيس الوزراء المالطي؛ الأمر الذي نفاه جافا في حينه، قائلًا إنّه ”التقاهم بحكم علاقاته الشخصية معهم“.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ ”مالطا تفاوضت سرًا على اتفاقية مع ليبيا، تنسق بموجبها مع خفر السواحل الليبي لاعتراض المهاجرين المتجهين إلى الجزيرة وإعادتهم إلى الدولة الواقعة شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب“.
وقالت الصحيفة، إنّه تم إبرام اتفاقية ”التعاون المتبادل“ مع خفر السواحل الليبي، مع قيام المسؤول الحكومي نيفيل جافا، بدور الوسيط.
وبينت أنّ ”السيد جافا واجه مزاعم متكررة بالرشوة المرتبطة بإصدار التأشيرات الطبية للمواطنين الليبيين، وهو ما ينكره“.
وقالت إنّه ”تعرض لانتقادات شديدة؛ لأنه تظاهر بأنه مبعوث خاص لرئيس الوزراء جوزيف موسكات، خلال اجتماعاته مع الحكومة الليبية، كما انتقد لقيامه بعقد اجتماع مع زعيم ميليشيا ليبية كان يدير مركز احتجاز خاص للمهاجرين“.
وكشفت أنّ ”جافا شارك في اجتماع يوم 18 حزيران/ يونيو، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي االليبي أحمد معيتيق، حضره العقيد كلينتون أونيل، رئيس الخطط والاستخبارات في إدارة الشؤون المالية المالطية، وترأس الاجتماع سفير مالطا الجديد في ليبيا ، تشارلز صليبا“.
وكشف مصدر حكومي رفيع للصحيفة، أنّ ”المحادثات بين السيد جافا والمسؤولين الحكوميين المالطيين والسلطات الليبية، حول موضوع التعاون، بدأت لأول مرة منذ حوالي عام“.
وأضاف المصدر: ”لقد توصلنا إلى ما يمكن أن نسميه نوعًا من التفاهم مع الليبيين، فعندما تكون هناك سفينة تتجه نحو مياهنا، تنسق إدارة الاستخبارات والشؤون المالية مع الليبيين الذين يأخذون المهاجرين ويعيدونهم إلى ليبيا قبل أن يدخلوا مياهنا ويصبحون تحت مسؤوليتنا“.
وأشار إلى أنّه ”لو لم يتم التوصل إلى اتفاق مع ليبيا لكانت الجزيرة تغرق في المهاجرين الآن“.
ونفت السفارة الليبية في مالطا، اليوم الاثنين، ما نشرته صحيفة ”تايمز أوف مالطا“ بشأن وجود اتفاق سري بين مالطا وحكومة الوفاق، يتعلق بإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا.
لكن السفارة قالت في بيان إنه فى الوقت الذى لا توجد فيه أية اتفاقيات ”سرية“ بين الحكومتين، فإنهما تتعاونان بشكل وثيق وشفاف، فيما يخص مسائل الهجرة غير الشرعية، وأنشطة التهريب عبر البحر الأبيض المتوسط، فى إطار الشراكة 5+5 وبموجب التزاماتهما وفقًا للقانون الانسانى الدولى.
يشار إلى أنّ وزارة الخارجية في حكومة الوفاق أصدرت سابقا بيانًا طالبت فيه بضرورة الالتزام بقواعد البروتوكول الدبلوماسي المتعارف عليها، تعليقًا على أزمة زيارة رسمية مزعومة لمسؤول مالطي يخضع للتحقيق في اتهامات بحصوله على 2500 يورو من الليبيين شهريًا لتأمين تأشيرات طبية، وإقامة ورعاية صحية لهم.
وقالت الوزارة: ”إيماءً إلى ما نشر بشأن واقعة استقبال عدد من المسؤولين والوزراء بحكومة الوفاق الوطني، المواطن المالطي نيفيل جافا، والذي انتحل صفة مبعوث رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، فإنها تود أن توضح أنه لم يتم التنسيق مع إدارة المراسم وباقي الإدارات المعنية بوزارة الخارجية -كما جرت العادة في مثل هذه الزيارات- التي يجب أن تتم وفقًا لآداب البروتوكول الدبلوماسي“.
بدوره، أكد ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء المالطي في حينه، أنّ ”جافا لم يجر أي لقاءات رسمية في ليبيا نيابة عن الحكومة المالطية“، مشيرًا إلى أنّ ”جافا ليس مدرجًا على قائمة المبعوثين الخاصين للحكومة“.
وغادر جافا ليبيا بعد تفجر الفضيحة، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عبر منفذ رأس جدير البري مع تونس، تحت حراسة مجموعة من الحرس الرئاسي التابع لأحد نواب الرئيس، بعد تعذر مغادرته طرابلس من مطار معيتيقة، بعد تردد معلومات عن التوجه لاعتقاله إذا غادر عبر المطار.