بعد التنبؤات والتوقعات..مسؤول سعودي يحسم الجدل بشأن “المصالحة” مع قطر بأول تصريح رسمي عن الأمر
تداول ناشطون بمواقع التواصل مقطعا مصورا للسفير السعودي بالكويت، سلطان بن سعد بن خالد آل سعود، يعلق فيه على الأنباء المتداولة والتي كثرت مؤخرا حول مصالحة خليجية قريبة وإنهاء للأزمة التي بدأت في يونيو 2017.
السفير السعودي قال في تصريحات إعلامية له على هامش مشاركته باحتفال السفارة العُمانية في الكويت بيوم السلطنة الوطني الـ49، إن الرياضة دائما تصلح ما تفسده السياسة، في إشارة إلى مشاركة دول الحصار ببطولة كأس الخليج التي تستضيفها الدوحة قريبا.
وشدد سلطان بن سعد على أن هذه المشاركة علامة خير وتفاؤل، التصريحات التي اعتبرها ناشطون ميلا من جانب السعودية للصلح حيث أن المتحدث مسؤول سعودي كبير على علم بما يدور في أروقة الدولة.
والأسبوع الماضي كشف مصدر حكومي في العاصمة الأميركية واشنطن، أن المصالحة الخليجية-الخليجية “بلغت مرحلة متقدمة”، وسط جهود تقودها الولايات المتحدة بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب.
https://twitter.com/i/status/1197175160656318474
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لموقع “الحرة”، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كلف السفير الأميركي في الرياض، الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، ودبلوماسيين آخرين في وزارة الخارجية ومسؤولين في البيت الأبيض “تنسيق الأمور بعيدا عن الأضواء وفي شكل سرّي لتحقيق مصالحة خليجية – خليجية”.
وتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأخيرة إلى واشنطن، حيث بحث مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، “أهمية وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
وفي تصريح عقب اللقاء، رد وزير الخارجية القطري على سؤال “للحرة” بشأن المصالحة، إنه تم الحديث “عن الخلاف الخليجي المستمر منذ أكثر من سنتين”.
وبعيدا عن واشنطن وأروقة الإدارة الأميركية، شهدت الأيام الماضية تطورات في منطقة الخليج، اعتبر أيضا أنها تأتي في سياق المؤشرات على قرب انتهاء الأزمة.
ومن بين هذه المؤشرات، تراجع السعودية والإمارات والبحرين عن مقاطعة البطولة الخليجية المقامة في الدوحة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها منتخبات هذه الدول في بطولة مقامة على أراضي قطر منذ الأزمة.
كما أثارت تغريدة لأستاذ العلوم السياسية في الإمارات، عبدالخالق عبدالله، الذي يعتبر مقربا من دوائر صناعة القرار، تفاعلا وساعا، إذ اعتبرت مؤشر جديد على قرب التوصل لمصالحة خليجية.
وقال عبدالله، في تغريدته الثلاثاء الماضي، “أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي بقرب مما تتوقعون”، قبل أن يطلق سلسلة أخرى من التغريدات بشأن المصالحة المرتقبة.
وحتى يومنا هذا لم تنجح جهود إقليمية ودولية في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو 2017، عندما قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا دبلوماسيا واقتصاديا بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة بدورها، مؤكدة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب.
وتسعى دول الحصار وخاصة الإمارات منذ بداية الحصار الجائر المفروض على قطر إلى تقويض أي مبادرات لحل الازمة عن طريق الحوار القائم على احترام السيادة، وتشويه سمعة قطر في مؤتمرات وندوات مشبوهة مدعومة من اللوبي الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة بهدف إخضاع قطر للوصاية وتجريدها من استقلالية قرارها.