مهاجر إفريقي وزوجته نجحا في الوصول لأوروبا يكشفان عن متاعب اللاجئين في ليبيا
قال مهاجر إفريقي بعد إنقاذه الأيام القليلة الماضية من زورق مكتظ تقاذفته الأمواج في البحر المتوسط إنه يفضل الموت في البحر على العودة إلى ليبيا فيما يبرز اليأس الذي يدفع الموجة الحالية من المهاجرين صوب أوروبا.
مهاجر إفريقي يرفض العودة إلى ليبيا مهما كلفه ذلك
كان المهاجر ويدعى إبراهيم عثمانو عبدالعزيز وهو من توغو وزوجته النيجيرية فتحية أولابي وابنهما (خمسة أعوام) من بين 37 مهاجراً انتشلهم من زورق مطاطي ليل الأربعاء طاقم سفينة الإنقاذ ذا أوبن آرمز التي تعمل من إسبانيا.
وظلت الأمواج تتقاذف المهاجرين، ومعظمهم من دول غرب ووسط إفريقيا، قرابة 24 ساعة على مسافة نحو 50 ميلاً قبالة الساحل الليبي.
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز عبدالعزيز وهو يبتسم في ارتياح بينما يحمل طفله على ذراعيه على متن السفينة ذا أوبن آرمز.
وبعد أن تركت منزلها في نيجيريا وصلت الأسرة إلى ليبيا حيث اشتغلت بأعمال صغيرة عديدة لمدة عامين لتتمكن من ادخار المبلغ المطلوب دفعه مقابل عبور البحر المتوسط إلى أوروبا وهو 1300 دولار.
وقالت الزوجة «أنت تعمل عندهم وهم لا يدفعون أجرك وهذا هو السبب في أننا قررنا مغادرة ليبيا. لا يمكن أن نعيش عمرنا على هذا الوضع ومعي ابني. ما أريده هو تأمين طفلي وهذا ما جعلني أرحل».
وتكشف التقارير أن هناك حوالي 1000 شخص ماتوا وهم يحاولون الوصول لأوروبا.
تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد من يعتقد أنهم غرقوا أو صاروا في عداد المفقودين وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا من شمال إفريقيا هذا العام أكثر من ألف شخص.
وقال عبدالعزيز إن عبور البحر مخاطرة تستحق الإقدام عليها للهرب من ليبيا. وقال «أردت المجيء إلى أوروبا. لم يكن الأمر سهلاً وأنا في البحر.. لو كان لا بد أن أموت في الماء فإن ذلك أفضل لي من العودة إلى ليبيا».
وقالت زوجته إنها شعرت بالرعب وتمنت لو كانت بقيت في نيجيريا. وقالت «لم أكن أعرف (هذا) البحر الكبير. كنت أبكي. قلت للناس ’فلنرجع’ لأنني كنت في رعب». وأضافت «لم أكن أعرف أن الأمر سيكون هكذا، ولو كنت أعرف هذا ما كنت جئت. كنت عدت إلى بلدي».
وقال رئيس المهمة ريكاردو جاتي يوم الخميس إن السفينة ذا أوبن آرمز تسعى للرسو في ميناء أوروبي يرجح أن يكون في إيطاليا أو مالطا.
وكانت الدولتان قد رفضتا في السابق نزول مهاجرين من السفينة في موانئهما بعد إنقاذهم. واستمر نزاع مع الحكومة الإيطالية أسابيع هذا الصيف ولم يحل إلا بعد أن أمرت محكمة السلطات بفتح الميناء والسماح لمئة مهاجر بالنزول.