«واشنطن بوست»: رسالة أميركية لحفتر بشأن التوغل العسكري في طرابلس
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ليوم الخميس، إن مسؤولين بإدارة الرئيس دونالد ترامب «حثوا» قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر خلال محادثات جرت يوم 24 نوفمبر الجاري «للتخلي عن هجوم مدمر على العاصمة طرابلس» منذ أبريل الماضي، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي رأى أن حفتر «حقق أهدافه».
وضم الوفد الأميركي الذي شارك في المحادثات مع حفتر كل من نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، والنائب الأول لمساعد وزير الطاقة الأميركي للشؤون الدولية ماثيو زايس، ونائب مدير الاستراتيجية والمشاركة والبرامج في «أفريكوم»، العميد ستيفن ديميليانو، وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قائلا: «كانت الرسالة الموجهة إلى الجنرال حفتر واضحة للغاية، وهي أننا نشعر أن التوغل العسكري في طرابلس سيكون كارثياً في الوقت الحالي، أو في أي وقت».
وأضاف المسؤول الأميركي أن حفتر «حقق، من نواح كثيرة أهدافه، مما زاد من أهمية العديد من المسائل التي تشمل توزيع إيرادات الدولة والمليشيات المسلحة في طرابلس». مضيفا: «هدفنا هو السعي إلى إيجاد حل لهذه المسائل».
التوسع الروسي
وفي حين أن ليبيا لم تكن في أولويات السياسة الخارجية لإدارة ترامب، رأت «واشنطن بوست» أن «التوسع الواضح لدور موسكو هناك أثار الاهتمام في واشنطن»، حيث «يقول المسؤولون العسكريون إن القوات الروسية والمرتزقة، على الأقل بعضهم مرتبطون بشركة فاغنر الأمنية المرتبطة بالكرملين، قدّموا الدعم الميداني لحفتر».
وقال المسؤول الأميركي الكبير «إن الولايات المتحدة طلبت من الليبيين إيجاد طرق للحد من العنف وأكدت لحفتر النتائج السلبية للغاية من التدخل الروسي». مؤكدا أن الوفد الأميركي أبرز أيضًا خلال لقائه مع حفتر «الحاجة إلى خطوات نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية».
ولدى سؤاله عن تقارير الانقسامات بين وزارة الخارجية، التي أعربت عن دعمها المستمر لحكومة الوفاق الوطني، والبيت الأبيض، الذي يُنظر إليه على أنه أكثر انفتاحًا على حفتر، قال المسؤول: «أنا لا أرى حلا من منظور حفتر أو من منظور حكومة الوفاق الوطني؛ أرى حلاً ليبيًا».
تفاعل غير معتاد
واعتبرت «واشنطن بوست» أن التحرك الأميركي الأخير يشير «إلى تركيز إدارة ترامب الشديد على ليبيا» لافتة إلى أن «التفاعل غير المعتاد بين وفد رفيع المستوى بقيادة نائب مستشار الأمن القومي فيكتوريا كوتس وخليفة حفتر يحدث في الوقت الذي تضغط فيه قواته بهجوم مستمر منذ شهور يهدف إلى تعزيز السيطرة من غرب ليبيا».
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الهجوم الذي شنته قوات حفتر في أبريل ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس منذ أبريل الماضي تسبب في مقتل 200 مدنيا على الأقل، و«زيادة تدفق الأسلحة الأجنبية إلى ليبيا لدعم الجانبين المتحاربين وكشف عن انقسامات داخل إدارة ترامب».
ورغم أن الولايات المتحدة اتخذت موقفا واضحا لدعم حكومة الوفاق الوطني التي جرى تشكيلها بموجب الاتفاق السياسي الموقع نهاية العام 2015 برعاية الأمم المتحدة، إلا أن موقف واشنطن «زاد تعقيدا بسبب عدم قدرة حكومة الوفاق الوطني على كبح جماح المليشيات في المناطق التي تسيطر عليها، وأخيرا بما بدا أنه تقارب الرئيس ترامب مع قضية حفتر».
وقالت «واشنطن بوست» إن اتصال ترامب وحفتر الذي جرى أوائل أبريل بعد فترة وجيزة من شن حفتر هجومه على طرابلس «قدم دليلا على تحول الموقف الأميركي، مما أعطى حفتر دفعة في وقت كان يسعى فيه للحصول مصادقة دولية. إلا أن هذه الدعوة أثارت غضب المسؤولين في حكومة الوفاق الوطني، الذين اعتبروها خيانة».
وحتى قبل ذلك، اعتبرت «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأميركيين «أظهروا تدريجياً مزيدًا من الانفتاح على حفتر، الذي جمع ترسانة هائلة بمساعدة من الإمارات العربية المتحدة وروسيا ودول أخرى، وسعى إلى إدعاء عباءة التعامل الفعال مع المتطرفين في شرق ليبيا. وحتى الآن، حدثت تفاعلات بين المسؤولين الأميركيين وحفتر على أقل مستوى، بطريقة رؤية منخفضة».
وأكدت «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأميركيين في واشنطن «رفضوا جهود الأفراد المرتبطين بحفتر لترتيب زيارة له إلى واشنطن في الأشهر الأخيرة».
وفي حديثه للصحفيين في وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن إدارة ترامب طلبت من الدول الأوروبية اتخاذ خطوات لتصنيف أو معاقبة فاغنر.
وقال شينكر إن حفتر «يسيطر على حوالي 80% من أراضي ليبيا في الوقت الحالي، على الرغم من أن نسبة السكان أقل بكثير بالتأكيد، لكن تحت سيطرة قواته دروع وقوات كبيرة. ما زلنا منخرطون على أعلى المستويات، وهذا يعني أننا نتحدث مع حفتر».