آرثر جابرييل.. روائي جنوب سوداني يهزم كورونا
أعلن الروائي والقاص الجنوب سوداني آرثر جابرييل، الثلاثاء، شفاءه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- ١٩).
وقال “جابرييل”: “لا أدري أين وجدت هذه العدوى، رغم التزامي بعدم الخروج من المنزل، واتباع الإرشادات الصحية، من غسل اليدين ولبس الكمامات إن دعت الضرورة القصوى للخروج من المنزل. والأدهى أنّ هناك من يحمل الفيروس وينقله للآخرين ولا تظهر عليه أعراض المرض”.
وأضاف: “قبل أن أخوض في تجربتي هذه، أريد أن أنوّه بأن عدد الّذين أُصيبوا بهذا المرض من أبناء جلدتنا، وأعني من جنوب السّودان فقط، في المدينة الّتي أعيش فيها هنا بأمريكا، بلغ 20 شخصًا، وهناك حالة واحدة حرجة جداً يقول الأطباء إنّه أُصيب بتلف دماغي، وحتى الآن، لا توجد حالات وفاة”.
وحول معرفته بالمرض، وكيفية تعامله معه، قال “جابرييل” في تصريحات صحفية: “طبعاً كنت معزولاً تماماً، وأعاني من الحمى المتواصلة على مدار اليوم، وآلام شديدة في كل الجسم، وطعنات تحت الجلد، ونوم متقطع، ونفس مسدود من الأكل، وتشنجات وهلاوس جراء الحمى”.
وتابع “جابرييل”: “قضيت أسبوعين بلا نوم ولا علاج محدد غير الإكثار من تناول السوائل بشتى أنواعها، من شوربة وعصائر وخليط دافئ من العسل والزنجبيل، ومخفض للحرارة ومسكن للآلام الّذي لا يُسكّن أي ألم”.
وقال “جابرييل”: “ما أجمل أن يواجه الإنسان الموت وهو محاط بأهله ومحبيه وأصدقائه، وما أسوأ أن يواجهه وحيداً، معزولًا عن هذا العالم، والأسوأ على الإطلاق، وأنا أُصارع هذا الكوفيد اللعين، تلقيت نبأ وفاة أستاذي وأخي وصديقي إدوارد لينو، الإنسان الذي علّمني معنى أن يصير الإنسان مثقفا يجهر بالحقيقة دون خوف”.
وأضاف أنه أثناء وجوده على فراش المرض وحتى الآن كانت أمنيته الوحيدة ألا ينتشر هذا المرض في بلاده وفي قارة أفريقيا، حيث لا صحة ولا رعاية صحية.
وتابع: “يكفي أننا جميعاً شاهدنا كيف أنّ دولة عظمى مثل أمريكا اهتزت وتأثرت، وما زالت تتأثر رغم الرعاية الصحية المرصود لها ميزانيات بأرقام فلكية، ولكنّها شهدت أكبر عدد إصابات في العالم وأكبر عدد وفيات لم يحدث حتّى في حرب فيتنام”.
وقال “جابرييل”: “يجب ألّا تخدعنا الأرقام القليلة التي ظهرت في بلادنا حتّى الآن، ونتمنى ألّا تزيد. كما ذكرت، بعض النّاس يحمل الفيروس وينقل العدوى دون أن يظهر عليهم الأعراض، وهذا خطر جدًا”.
وأضاف: “علينا اتباع الإرشادات الصحية، من تباعد اجتماعي وعدم المخالطة، وغسل اليدين والبقاء في البيت. فأنت لا تريد أن تكون الضحية القادمة لهذا المرض اللّعين، ولا تريد أن تكون سببا في إيذاء وإصابة من تُحِب ويحبونك”.
آرثر جابرييل، هو كاتب وصحفي جنوب سوداني، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان: “لا يهم فأنت من هناك”، وفي الرواية “يوم انتحار عزرائيل”، و”سوبرانو القيامة”، و”غابو يرقص الفلامنكو والتانجو”، وفاز عام 2018 بمنحة الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق”.