أثرياء العالم يتحولون للعملات المشفرة.. ما السر؟
تحولت بوصلة الأثرياء حول العالم إلى العملات الرقمية “المشفرة”، وأضافت نصف المكاتب العائلية عملات رقمية إلى محافظ إدارة الثروة.
وكشفت ورقة بحثية لجولدمان ساكس “بنك استثمار” أن نحو نصف المكاتب العائلية التي تتعامل معها تريد إضافة عملات رقمية إلى مجموعة استثماراتها.
وارتفع سعر عملة بيتكوين الرقمية المشفرة بنسبة 4.3% لتصل إلى 33 ألفا و899 دولارا مساء أمس السبت في نيويورك، وفقا لبيانات بلومبرج.
وأفاد البنك بأن 15% من المشاركين في استطلاع حديث، تضمّن ردوداً من أكثر من 150 مكتباً عائلياً في جميع أنحاء العالم، استثمروا بالفعل في العملات المشفرة.
كما كشفت أن 45% آخرين مهتمون بدخول هذا المجال كنوع من التحوط من “ارتفاع التضخم، والمعدلات المنخفضة طويلة الأمد، والتطورات الاقتصادية الكلية الأخرى، بعد عام من التحفيز النقدي والمالي العالمي غير المسبوق”، وفق بلومبرج.
قائمة شركات سرية
يظهر اهتمام المكاتب العائلية كيف تتحول هذه الشركات السرّية أحيانا، التي تدير شؤون الأثرياء، إلى قوة عبر أسواق متعددة.
لطالما استثمر بعض المكاتب العائلية في الأسهم الخاصة والعقارات، لكنها كانت مؤخراً من أكبر محركات ازدهار شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، أو “SPACs”.
ومثلما حدث مع هذه الظاهرة، فقد اجتذب جنون سوق العملات المشفرة في العام الماضي المؤسسات المالية والرياضيين والمشاهير.
ومع نمو حجم المكاتب العائلية ونفوذها، يضغط النقاد أيضاً لمزيد من التنظيم، خصوصاً بعد انهيار “آركيغوس كابيتال مانجمنت” (Archegos Capital Management) التابعة لبيل هوانغ، الذي تسبب للبنوك في خسائر بمليارات الدولارات.
بلوكتشين.. تكنولوجيا مؤثرة
وأشار المشاركون في الاستطلاع أيضا إلى اهتمامهم بالاستثمار في “النظام الحيوي للأصول الرقمية”.
أشار المشاركون الآخرون في الاستطلاع إلى أنه لا يزال لديهم مخاوف أساسية بشأن قيمة العملات الرقمية على المدى البعيد، رغم تبني الصناعة المالية مؤخراً تقنيات التشفير و”بلوكتشين” الناشئة.
وانخفضت “بيتكوين”، أكبر عملة مشفرة، الآن بأكثر من 50% عن مستوياتها القياسية المرتفعة قرب 65 ألف دولار في منتصف أبريل.
لا تزال الأسعار، التي تراجعت يوم الثلاثاء الماضي إلى أقل من 30 ألف دولار لأول مرة في شهر، مرتفعة بأكثر من 230% عن العام السابق.
وشهدت المكاتب العائلية انتشاراً خلال القرن الحالي، ويعود ذلك جزئياً إلى ازدهار أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا. ويدير أكثر من 10 آلاف مكتب عائلي على مستوى العالم ثروة عائلة واحدة، نصفها على الأقل بدأ هذا القرن، وفقاً لـ”إيرنست أند يونغ” (EY).
كيانات خفية
تختلف الشركات بشكل ملحوظ في الحجم. يدير البعض منها مئات ملايين الدولارات، فيما يشرف البعض الآخر على ثروات مليارديرات مثل سيرغي برين وجيف بيزوس.
ويختار كثيرون أسماء غامضة للعمل بعيداً عن أعين الجمهور. حصل مكتب عائلة برين، “بايشور غلوبال مانجمنت”، العائد إلى مؤسس شركة “ألفابت”، على اسمه من موقع المقر الرئيسي للشركة. وسمى تشارلز وديفيد كوخ مكتبهما 1888 تيمناً بالعام الذي هاجر فيه جدهما إلى أمريكا.
وارتفع عدد هذه المكاتب أيضاً في جميع أنحاء آسيا بعد ازدهار ثروات الأغنياء في المنطقة، إذ أنشأ كل من جاك ما الصيني والملياردير العقاري وو ياجون مكاتب عائلية خاصة بهما في العقد الماضي. في الوقت ذاته ينشئ بعض من الأثرياء المتمركزين خارج آسيا، بمن فيهم راي داليو مؤسس شركة “بريدج ووتر أسوشيتس”، فروعاً لمكاتب عائلاتهم في المنطقة.